تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 4.25 (2 أصوات)
معجزة بدولار وأحد عشر سنتا.. القس عزت شاكر 
 
 
توجّهت الطفلة ذات السادسة إلى غرفة نومها، وتناولت حصالة نقودها من مخبئها السري في خزانتها، ثم أفرغتها مما فيها على الأرض، وأخذت تعد بعناية ما تملك، ثم أعادت عدها ثانية فثالثة، ثم همست في سرها: “إنها بالتأكيد كافية، ولا مجال لأي خطأ”؛ و بكل عناية أرجعت النقود إلى الحصالة ثم لبست رداءها، وتسللت من الباب الخلفي، متجهة إلى الصيدلية المجاورة لبيتها. كان الصيدلي مشغولا للغاية، فانتظرته صابرة، ولكنه استمر منشغلا عنها، فحاولت لفت نظره دون جدوى، فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية بقيمة ربع دولار من الحصالة، فألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي؛ عندئذ فقط انتبه إليها، فسألها بصوت عبر فيه عن استيائه: ماذا تريدين أيتها الطفلة؟ إنني أتكلم مع شقيقي القادم من شيكاغو، والذي لم اره منذ زمن طويل .. فأجابته بحدة: شقيقي الصغير مريض جداً وبحاجة لدواء اسمه "معجزة"، و أريد أن أشتري له هذا الدواء.
أجابها الصيدلي بشيء من الدهشة: عفواً، ماذا قلتِ؟ فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية: شقيقي الصغير أندرو، يشكو من مشكلة في غاية السوء، والدي يقول أن هناك ورما في رأسه، ولا تنقذه منه سوى معجزة، هل فهمتني؟؟؟ فكم هو ثمن "معجزة"؟ أرجوك أفدني حالا! أجابها الصيدلي مغيرا لهجته إلى أسلوب أكثر نعومة: أنا آسف، فأنا لا أبيع "معجزة" في صيدليتي! أجابته الطفلة ملحَّة: إسمعني ِجيداً، فأنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء، فقط قل لي كم هو الثمن! كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث، فتقدم من الطفلة سائلاً: ما هو نوع "معجزة" التي يحتاجها شقيقك أندرو؟ أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين: لا أدري، ولكن كل ما أعرفه أن شقيقي حقيقة مريض جداً، وقالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية، ولكن أبي أجابها، أنه لا يملك نقودا تغطي هذه العملية، لذا قررت أن أستخدم نقودي! سألها شقيق الصيدلي مبدياً اهتمامه: كم لديك من النقود يا صغيرة ؟“
فأجابته مزهوة: دولار واحد وأحد عشرة سنتا. أجابها مبتسما: يا لها من مصادفة، دولار وأحد عشر سنتا، هي بالضبط المبلغ المطلوب ثمنا ل (معجزة ) من أجل شقيقك الصغير ثم تناول منها المبلغ بيد وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة، طالبا منها أن تقوده إلى بيتها ليقابل والديها، وقال لها: أريد رؤية شقيقك أيضاً.
لقد كان ذلك الرجل هو الدكتور كارلتُن أرمسترنج، جراح المخ والأعصاب المعروف.
وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجاناً، ونجحت العملية وتعافى بعدها أندرو تماماً .. بعد بضعة أيام، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث منذ التعرف على الدكتور كارلتون وحتى نجاح العملية وعودة أندرو إلى حالته الطبيعية، كانا يتحدثان وقد غمرتهما السعادة، وقالت الوالدة في سياق الحديث: ”حقا إنها معجزة !“ ثم تساءلت: ”ترى كم كلفت هذه العملية؟” رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامة عريضة ثم قالت: كلفتني بالضبط دولار واحد وأحد عشر سنتا. 
أقول بصدق إنها معجزة على يد الطبيب، فالطبيب يجري العملية لكن الله هو الذي يجعل الأنسجة تلتئم. معجزة انطلقت من إيمان طفلة صغيرة، لقد قال السيد المسيح: "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت3:18). 
عزيزي هل تأتي للرب بمشكلتك بإيمان هذه الطفلة؟ هل تثق أنه سيفتح لك باب لا يخطر على بالك؟
القس عزت شاكر
 
الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.