تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 4.50 (1 صوت)
هل يتفق مع لاهوت المسيح، أنه يسأل ليحصل علي معلومات؟!
 
†فعندما أقام لعازر من الموت، سأل " اين وضعتموه "؟ (يو 11: 34).
†و في معجزة إشباع الجموع، سأل " كم رغيفاً عندكم "؟ (مر 6: 38).
†و في معجزة شفاء المرأة نازفة الدم، سأل قائلاً " من الذي لمسني "؟ (لو 8: 45). 
†كذلك سأل التلاميذ " من يقول الناس إني أنا..؟ وأنتم من تقولون إني أنا؟" (مت 16: 13، 15). 
وأسئلة أخري كثيرة من هذا النوع.. وقد فسر البعض ذلك ن بأنه كإنسان لم يكن عارفاً بكل شئ. لأن المعرفة بكل شئ ليست من اختصاص البشر. فهل هذا التفسير صحيح؟. 
 
الرد: 
كلا، فليس كل سؤال بقصد طلب المعرفة.
إن الله في العهد القديم سأل قايين " أين هابيل أخوك؟" (تك 4: 9) ولم يكن قصده أن يعرف أين هابيل. بدليل أنه قال لقايين بعد ذلك (حينما أنكر): " صوت دم أخيك من يدك " (تك 4: 10، 11). وبنفس الوضع سأل الرب اَدم قائلاً " أين أنت؟" هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منه "؟ (تك 3: 9، 11). ولم يكن قصد الرب من السؤال أن يعرف... إنما بالسؤال أعطي لآدم فرصة أن يعترف بما فعله.
 
وفي علم البيان – في أدب اللغة – كثيراً ما يخرج الإستفهام من معناه الأصلي إلي معان أخري كثيرة: 
 
فمثلاً حينما يقول الشاعر مستهيناً بمن هدده: 
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب يضير 
قطعاً هو لا يقصد أن يسأل: هل طنين أجنحة الذباب يمكنه أن يضر أحداً؟! بل المقصود بالإستفهام هنا التحقير والإزدراء.
وكذلك حينما يقول الشاعر معتزاً بنسبه: 
وأبي كسري علا أيوانه أين في الناس أب مثل أبى 
هولا يقصد بلا شك إجابة عن سؤاله (أين؟)، إنما يقصد بالسؤال الإفتخار، وأنه لا يجد من يماثل اباه في العظة.
وعلي هذا النحو، كان السيد المسيح يسأل وهو يعرف!
ولم يكن مطلقاً يسأل لكي يعرف! 
 
فحينما قال عن جسد لعازر المدفون " أين وضعتموه؟"، لم يكن يقصد معرفة مكان القبر. فالذي كان يعرف مكان روح لعازر التي فارقت جسده، ويعرف أن يأمرها بالرجوع إلي جسدها فترجع... أكثير عليه أن يعرف أين دفنوا الجسد؟! بل المقصود بسؤاله: هيا بنا إلي المكان الذي فيه وضعتم الجسد.. وهذا هو الذي حدث بعد سؤاله. 
وحينما قال لتلاميذه: من يقول الناس إني أنا؟
إنما كان يريد أن يفتح معهم هذا الموضوع، لكي يخبروا بما في قلوبهم وأفكارهم. ويقودهم إلي الإيمان السليم ويطوبهم عليه.. لأن السيد المسيح بلا شك، كان يعرف ما يقول الناس عنه. ومن غير المعقول أن تكون معرفته اقل من معرفة تلاميذه! فيسأل تلاميذه ليعرف منهم! وإن كان يعرف ما يدور في أفكار الناس.. كما عرف ما دار في أفكار الكتبة، حينما قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك " (مر 2: 5 – 8).. وإن كان قد عرف ما كان يجول في نفس سمعان الفريسي، لما وقفت الخاطئة عند قدمي الرب باكية، وبدأت تبل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها (لو 7: 38 – 40).. أفكثير عليه أن يعرف ما يقوله الناس بألسنتهم؟! ولكنه سأل – لا لكي يعرف – إنما لكي يصل بتلاميذه إلي حقيقة الإيمان به.. 
 
وفي معجزة إشباع الجموع، لما سأل ماذا عندهم من الخبز؟
لم يكن يقصد أن يعرف، إنما قصد إعلان ذلك القليل الموجود عندهم (خمس خبزات).. لكي تثبت عند الناس مقدار البركة التي حلت. لأنه لو لم يعرف ما عندهم، ربما ظن البعض أن عندهم مؤن كثيرة مخزونة، منها قد أخذوا ما أشبع الجموع وما تبقي..
 
وعندما سأل: من لمسني؟ (لو 8: 45).
كان يريد أن يشرح الناس أن قوة قد خرجت منه لتشفي المرأة. وبسؤاله " جاءت المرأة مرتعدة، وخرت أمامه وأخبرته قدام الجميع لأي سبب لمسته، وكيف برئت في الحال " (لو 8: 47).

 

 
الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.