تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 4.17 (3 أصوات)

 لماذا يعاقب الله على شئ لم يحذر منه؟ ويكره الشعب أن يعبده؟

شرفتني جريدة الطريق أن تقتبس هذا الجزء من كتابي "قتل وإبادة في الكتاب المقدس" الذي يناقش أسباب أوامر الله بالقتل في العهد القديم
 
    وجه الله لليهود أوامره بألا يعبدوا أحدًا غيره، ولا يفعلون الشرور، مثل تقديم الأطفال ذبيحة ولا يسقطوا في الزنا وغيرها، لكنه لم يتحدث مع غير اليهود، فهو لم يرسل لهم أى نبي، ولم يكلمهم أو يحذرهم، ولم تكن هناك أى علاقة بينه وبين غير اليهود، فقد أكتفى باليهود، فكيف يعاقبهم على شئ لم يحذرهم منه؟
 
    هذا الاتهام ليس صحيحًا فالكتاب المقدس يتحدث في أكثر من مكان عن تعاملات الله مع الجميع على سبيل المثال:
    1- تكوين 15 قال الله لإبراهيم أن ذنب الأموريين لم يكتمل، نفهم من ذلك أن الله تمهل على شرورهم، فهل تمهل الله أربعة قرون أو أكثر بدون أن يتعامل معهم؟ بالتأكيد لا، لأنه لا معنى للصبر عليهم دون أن ينذرهم، فهذا غير منطقي على الإطلاق.
    2- تكوين في20: 3 تعامل الله مع ملك وثني هو ابيمالك.
 
    3- تكوين 14 أرسل الله ملكي صادق الكاهن الذي أقامه الله وهو كنعاني وعاش وسط الكنعانيين، أليس هذا تعامل الله مع هذه الشعوب؟ 
    4- خروج 2 و 3  نقرأ عن تعاملات الله مع يثرون حمو موسى الذي كان كاهنًا، يعبد إله موسى وهو ليس يهوديًا.
    5- أرسل الله يونان الى نينوى كما جاء في سفر يونان.
 
    6- تعامل الله مع نبوخذ نصّر وهو الوثني الذي عظّم الرب بعد أن ضاع ملكه وعقله، من أين عرف الرب ومجده (دانيال4: 33– 37).
    7- لم يكن أمر القتال لكل البشرية، بل لشعوب محددة وهي كما جاء في خروج34: 11"ها أَنا طارِد من قدامك الأمورِيين والكنعانيين والحثيين والفرِزيين والحويين واليبوسيين"
 
    كل هذا وغيره يؤكد أن الله تعامل مع كل الشعوب بطرق مختلفة، ولم يكن متعصبًا لشعب واحد، بل أحب الجميع دون إستثناء، وكان عادلاً أيضًا مع الجميع دون تحيز لشعب على حساب شعب آخر، فهو محب جدًا وعادل تمامًا وشديد العقاب على الجميع.
 
    كما يعترض البعض بقولهم أن حرم الله على اليهود أن يعبدوا أي إله آخر، وهدد بقتل كل من يعبد غيره، وأي فعل للشر كالزنى وغيره، أليس من العجب أن يطلب عبادته بالقوة والإجبار، ولا يترك لهم الحرية ليختاروا ما يريدون؟ أليس هذا إكراه في الدين.
 
    بالطبع كل إنسان له أن يختار ما يشاء، يعبد الله أو لا يعبده، لكن ما حرمه الله مع اليهود، ليس عبادة آلهة أخرى، بل حرم عبادتها وسط الشعب، وبالتالي السقوط في الشرور الأخرى، ومن يريد أن يعبد الأصنام ويعيش في الزنى والنجاسة، ويفعل مثل هذه القبائل، فليعبد ويفعل مايشاء لكن بعيدًا عن الشعب، الذي يعرف الله الواحد والذي يُعده الله ليأتي منه المسيح فداء وكفارة لكل البشرية.
 
    فمثلاً في تثنية13: 13–14 "نذهَب وَنعبد آلِهَة أخرى لَم تعرِفوهَا.... قَد عمِلَ ذلِكَ الرِجس فِي وَسَطِكَ."وفي تثنية17: 3-4 "وَيعبد آلِهَة أخرَى ويسجد لَهَا.... قَد عمِلَ ذلِك الرِجس فِي إِسرائِيلَ".
 
    فمن يريد عبادة الأوثان فليذهب إلى مدينته، ويعبد كما يشاء، وليس وسط شعب اليهود كي لا يغريهم بالعبادة الوثنية، والشر والفساد والشذوذ، ولا نجد أي آية واحدة تقول أن شخصًا ترك الشعب، وعاش بين الوثنيين وعبد آلهتهم وأرسل الله من يقتله، فحين توجد في بلد ما، عليك إحترام قوانينها، وإذا لم تعجبك قوانين البلد الذي تعيش فيه يمكنك تركه، فقط كان المطلوب من الشعب أن يحترم هذه القوانين، التى أعطاها لهم، ومن لا يحترمها عليه أن يذهب إلى أى مكان آخر ويفعل ما يشاء، حتى يأتي اليوم الذي سيعاقب الله هؤلاء على فسادهم وإفسادهم، والشر الذي يصنعون والشذوذ المرعب الذي سقطوا فيه.
 
    فلا يوجد في الكتاب المقدس شئ اسمه حد الرده على من يترك المسيحية، فلو أنت مسيحي يمكنك ترك المسيحية، ولن يتعرض لك أحد ولن يقتلك أحد، لعدم وجود نص في الكتاب المقدس بقتل من يترك المسيحية، ولا يوجد أي شئ في العهد القديم كذلك يقول بهذا، قال الوحي الإلهي عن من تركوا المسيحية دون أن يعاقبهم أو يسألهم أحد (1يو2: 19) "منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا. لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا"، ولم يطلب المسيح من تلاميذه بقتل أي شخص يخرج من المسيحية، ولم يقلها للتلاميذ، ولم تحدث في المسيحية مدعومة بنص، ولو افترضنا أن أحدًا فعل ذلك فهو خطأ منه، والكتاب المقدس برئ من هذا
 
    الله صنع المعجزات مع هذا الشعب وأخرجه من مصر وآراه عجائب، وصنع معهم عهدًا، إن استمروا في عهدهم استمر إلهًا لهم، يحبهم ويحبوه، فأعطاهم الطريق الذي يسيرون فيه ليبقى بينهم العهد، عهد الحب، ولا يكسر عهد الحب إلا الذهاب إلى حبيب آخر، فحذرهم من الذهاب إلى أي حبيب آخر كاذب، صنم يصنعوه بأيديهم يقدمون له العبادة، ومعه يصنعون قائمة الشرور التي ترتبط بعبادة هذا الحبيب الآخر، وهم وافقوا على العهد ولم يرفضوا، لو رفضوا لتركهم يفعلون ما يريدون، لكنهم وافقوا وأقسموا على العهد، عهد الحب.
 
    حين ذهبوا وعبدوا غيره تركهم الله، فماذا حدث؟ سقطوا في مستنقع الشرور، ضعفوا وهاجمتهم الأمم الأُخرى وأخذتهم في السبي، فخسروا كل شئ، ولما تابوا غفر الله لهم، مثلهم مثل نينوى تمامًا، ولا فرق.
 
    في العلاقة الحقيقية مع الله، تجد الحب الإلهي والسلام والفرح، وإذا لا تريده، إفعل ما تريد ولك الحرية وستخسر كل هذا، ستخسر إلهًا عظيمًا أحبك ومات من أجلك.
 
    ربما تخسر شهواتك ورغباتك، لكنك ستكسب أعظم مكسب في حياتك، ستكون في علاقة حقيقية مع الله المحب، سيكون لك الصديق والحبيب والأب والأخ وكل شئ.
 
    الله لا يجبرك على عبادته، أُعبد من تشاء، أنت حر، لكن في علاقتك بالله لن تكون عبدًا بل ابنًا، نعم ابنًا وليس عبدًا، صديق ومحبوب ولك قيمة.
 
    إن رفضته فهذا حقك، ستعيش بعيدًا عنه، مع أحبائك وأصدقائك الذين فعلوا مثلك، في مكان ليس فيه الله، فهذا اختيارك، لكن تذكر أنه يحبك لدرجة أنه مات من أجلك.
 
                                                                                            لوثر خليل
الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.