تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 3.00 (1 صوت)
المسيحية تشجع على عدم تشغيل العقل والفهم 
 
يقول الكتاب المقدس في سفر الأمثال 3: 5
"تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ"
 
فالمسيحية تشجع على عدم تشغيل العقل والفهم، فهي ديانة الكسل والتراخي وعدم الاهتمام بالعقل والفهم والتدبر والتفكير. 
هل فعلاً المسيحية تشجع على عدم الفهم؟ هل تقود المسيحية الإنسان لعدم إعمال عقله؟ هل الوحي المسيحي عنوانه لا تفهم ولا تشغل عقلك؟ هل يُعلّم الكتاب المقدس ألا يستعمل الناس فكرهم فلا يبدعون ولا يبتكرون ولا يتدبرون أمور حياتهم؟
 
سنرى ماذا يقول الكتاب المقدس في هذا الفهم وتشغيل العقل عمومًا وفي سفر الأمثال الذي جاء فيه نص "على فهمك لا تعتمد" ونرى هل المسيحية ديانة تشغيل العقل والفهم أم طمس الفكر والفهم والعقل
.
أولاً: 
 
يشرح جون ماك آرثر معنى الحكمة والفهم في تفسيره للكتاب المقدس بالقول 
في الفكر العبري لم تكن الحكمة مقتصرة على المعرفة فحسب بل شملت أيضًا مهارة عيشة التقوى، والفهم يعني التهذيب العقلي الذي يمد المرء بالنضج في سبيل التمييز الروحي.
لو تمتع الإنسان بفهم متميز سيكون على كل المستويات الروحية والمعرفية والحياتية
 
ثانيًا: 
 
في سفر الأمثال 
ماذا يقول السفر عن الفهم وإعمال العقل، هل شجع السفر على عدم الفهم والتدبر، أم شجع جدًا على الفهم وتشغيل العقل؟ 
 
في بداية السفر يقول سليمان الحكيم بالوحي الإلهي كلمات متميزة عن الفهم والمعرفة 
 
"1أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ: 2لِمَعْرِفَةِ حِكْمَةٍ وَأَدَبٍ. لإِدْرَاكِ أَقْوَالِ الْفَهْمِ. 3لِقُبُولِ تَأْدِيبِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالاسْتِقَامَةِ. 4لِتُعْطِيَ الْجُهَّالَ ذَكَاءً، وَالشَّابَّ مَعْرِفَةً وَتَدَبُّرًا. 5يَسْمَعُهَا الْحَكِيمُ فَيَزْدَادُ عِلْمًا، وَالْفَهِيمُ يَكْتَسِبُ تَدْبِيرًا. 6لِفَهْمِ الْمَثَلِ وَاللُّغْزِ، أَقْوَالِ الْحُكَمَاءِ وَغَوَامِضِهِمْ. 7مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ."
 
يشجع على المعرفة والفهم
 
ثم نكمل في الأصحاح الأول 
 
"20اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. 21تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا 22قَائِلَةً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ، وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاسْتِهْزَاءِ، وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟ 23اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي."
 
الحكمة تنادي فهل من مجيب، وإذا كانت الحكمة تنادي، أليس هذا تشجيعًا للفهم والمعرفة حتى نصل لمستوى الحكمة؟ والجهال من يبغضون المعرفة والفهم 
 
وفي الأصحاح الثاني يقول الوحي الإلهي على لسان الحكيم 
"1يَا ابْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ، 2حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ، 3إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، 4إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، 5فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. 6لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ. 7يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ، 8لِنَصْرِ مَسَالِكِ الْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ. 9حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيل صَالِحٍ."
 
على الإنسان أن يتعطف قلبه على الفهم، أي أن تميل ذهنك وعقلك وقلبك للفهم، فكيف لا يشجع على الفهم؟
أن ترفع صوتك للفهم، يعني تطلبه وبإلحاح
 
وفي الأصحاح الثاني آيات 10 و11 
 
"10إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ، 11فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ، وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ،"
الفهم ينصرك ويحميك ويشجعك، فكيف لا يشجع على الفهم؟
 
وفي الإصحاح الثالث الآية 13 
 
"13طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَجِدُ الْحِكْمَةَ، وَلِلرَّجُلِ الَّذِي يَنَالُ الْفَهْمَ، 14لأَنَّ تِجَارَتَهَا خَيْرٌ مِنْ تِجَارَةِ الْفِضَّةِ، وَرِبْحَهَا خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ. 15هِيَ أَثْمَنُ مِنَ الَّلآلِئِ، وَكُلُّ جَوَاهِرِكَ لاَ تُسَاوِيهَا. 16فِي يَمِينِهَا طُولُ أَيَّامٍ، وَفِي يَسَارِهَا الْغِنَى وَالْمَجْدُ. 17طُرُقُهَا طُرُقُ نِعَمٍ، وَكُلُّ مَسَالِكِهَا سَلاَمٌ. 18هِيَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ لِمُمْسِكِيهَا، وَالْمُتَمَسِّكُ بِهَا مَغْبُوطٌ. 19الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ. 20بِعِلْمِهِ انْشَقَّتِ اللُّجَجُ، وَتَقْطُرُ السَّحَابُ نَدًى،"
 
يا سعادة الإنسان الذي يجد الحكمة وينال الفهم، الرجل الذي ينال الفهم يكون سعيدًا، فكيف يشجع الكتاب المقدس على عدم الفهم والتدبر وإعمال العقل؟
 
فالربح الحقيقي في الحكمة والفهم 
 
في اصحاح 4 
 
"1اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ تَأْدِيبَ الأَبِ، وَاصْغُوا لأَجْلِ مَعْرِفَةِ الْفَهْمِ، 2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا، فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي. 3فَإِنِّي كُنْتُ ابْنًا لأَبِي، غَضًّا وَوَحِيدًا عِنْدَ أُمِّي، 4وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: «لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي. 6لاَ تَتْرُكْهَا فَتَحْفَظَكَ. أَحْبِبْهَا فَتَصُونَكَ. 7الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ. فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ، وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ. 8ارْفَعْهَا فَتُعَلِّيَكَ. تُمَجِّدُكَ إِذَا اعْتَنَقْتَهَا. 9تُعْطِي رَأْسَكَ إِكْلِيلَ نِعْمَةٍ. تَاجَ جَمَال تَمْنَحُكَ».
 
يطلب الإصغاء من أجل معرفة الفهم، يطلب اقتناء الفهم، اقتناء الحكمة، فكيف يطلب عدم الفهم وتشغيل العقل؟
 
وفي إصحاح 6 الآيات من 6- 11 
 
"6اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا. 7الَّتِي لَيْسَ لَهَا قَائِدٌ أَوْ عَرِيفٌ أَوْ مُتَسَلِّطٌ، 8وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا، وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أُكْلَهَا. 9إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ؟ 10قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلاً لِلرُّقُودِ، 11فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ."
 
يطلب من كل إنسان أن يذهب للنملة ويتأمل عملها ويكن حكيمًا، وهل الحكمة لا تأتي إلا بالفهم وتشغيل العقل وإعماله؟
 
وغيره الكثير كذلك في سفر الأمثال 
 
ثالثًا: 
 
هل نجد في الكتاب المقدس تشجيع على إعمال العقل؟ 
هل يشجع الكتاب المقدس على غلق العقل والتفكير؟
 
في سفر التكوين نقرأ أن الله خلق الإنسان على صورته وشبهه وفي هذه الآية نجد مشابهات كثيرة مثل الطبيعة الخالية من الشر والخطية إلى أن أخطأ آدم فقد خلقنا الله أبرارًا ثم سقطنا في الخطية
ونشابهه كذلك في الثالوث، فهو ثالوث في ذاته والإنسان كذلك ثالوث في ذاته
 
ونتشابه كذلك في العقل والفكر، فالله صاحب العقل والفكر خلق الإنسان مثله يمكنه أن يفكر ويبدع 
 
ومرارًا طلب الله من الإنسان أن يفكر في وصاياه ويختار أن يفعل أو لا يفعل، وكون ان الله يطلب من الإنسان أن يختار، فهم يختار بناء على ترجيح عقلي ما بين شيئين، فقد أعطى الله الإنسان العقل كي يتدبر ويختار ما يشاء ونرى هذا مثلاً في سفر التكوين حين خيّر الله آدم بالأكل من الشجرة أو عدم الأكل، كذلك في سفر التثنية فقد ترك للناس أن يختاروا بين الحياة بالوصية أو بدونها (تثنية 28) وغيرها من النصوص والمواقف
 
طلب المسيح من الناس في متى 10: 16 أن يكونوا حكماء كالحيات، أي أن يكون عندهم ذكاء وفطنة وفهم ولكن بسطاء كالحمام 
وحزن المسيح لأن الشعب لم يفهم (متى 13: 10- 15، إشعياء 6: 9) وقال المسيح للناس أن عليهم أن يحبوا الرب من كل الفكر، أي من كل عقلك وفكرك وفهمك (مرقس 12: 30)  
 
يقول الوحي المقدس في رسالة تسالونيكي الأولى 5: 21 على لسان بولس رسول المسيح "امتحنوا كل شيء" وحين يطلب من هذه الكنيسة أن تمتحن كل الأشياء، ما يعني أن عليهم استخدام العقل والمنطق حتى يختبروا أي شيء أمامهم 
 
رابعًا: 
ما معنى الآية في أمثال 3: 5 
"تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. 6فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ."
 
اللفظ العبري في الآية (תְּבוּנָה) والجذر (בִּינָה) وينطق (بيناه)
 ويعني الفطنة والفهم والتمييز 
 
يطلب من الإنسان أن يعتمد على الله ويتكل عليه، فهناك أمور كثيرة يمر بها الإنسان في حياته، لا يستطيع أن يفعل شيء حيالها، فقد فعل ما في طاقة يده، وعليه الانتظار، وهنا يطلب الله من الإنسان ألا يفعل شيء آخر بل ينتظر متوكلاً على الله، فلا يعتمد على نفسه ويترك الأمور في يد الله القديرة، فالمشاكل والظروف في يد الله 
كما أن الاتكال وعدم الاعتماد على الفهم في تنفيذ أي شيء مع مراعاة وصايا الله لنا في سلوكنا اليومي، ونعطي له مساحة كي يصلح سلوكنا ويقوّمنا في حال أصبح سلوكنا غير صحيح يحتاج تقويم من الله
 
ومثال عملي على ذلك 
 
لو واجهتك مشكلة ما في عملك مثلاً، وكان لديك عددًا من الحلول وبعضها يبدو أفضل لكن يحتاج إلى فعل غير أمين، فعليك أن تحاول وتجتهد بالحل الذي يحفظ أمانتك ولا يجعلك تكذب مثلاً، وتتكل على الله في فعلك الأمين ولا تعتمد على فهمك وذكائك، وتظن أن الحل المصحوب بالكذب قد يكون الأفضل، بل يجب عليك أن تتخذ الحل الذي يتسم بالأمانة وتترك الرب يستخدم هذا الحل كي يتم حل مشكلتك، ولو اعتمدت على فهمك وذكائك وظننت أنك إن كذبت مثلاً سوف يتم الحل ربما بعد وقت تتعقد المشكلة أكثر 
فالنص لا يقول أغلق عقلك، بل يقول استخدم عقلك لكن لا تعتمد على طرق غير صحيحة وغير شريفة، وحين تُغلق أمامك الطرق انتظر فعل الله واتكل عليه ولا تحاول بنفسك وفكرك أن تفعل شيء أكثر مما فعلت.
النص لا يقول لا تفكر، بل يقول فكر واجتهد لكن هناك وقت تحتاج ألا تُصَلِب فكرك وفهمك ورأيك، بل انتظر فعل الله معك وقت الاحتياج والتوتر ولا تنفعل وتفعل شيء قد تندم عليه
 
لا يوجد في المسيحية شيء اسمه لا تُعمل عقلك وفكرك، لا يوجد 
لكن يوجد فكر واجتهد وعليك أن تقوم بدورك في حياتك، بأمانة واجتهاد، ولا تفعل أي شيء شرير ولو بسيط أو يراه الناس بسيطًا كي تحقق ربحًا ما، وحين تُغلق الأبواب ولم يعد ليدك حلول بطريقة أمينة، اترك الأمر لله ولا تحاول وإلا تفسد كل شيء
 
لوثر خليل 
 
 
الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.