تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 4.75 (2 أصوات)
هل هناك تناقض بين الاناجيل الاربعة ؟
 
ما دامت الأناجيل قد أخذت من مصدر واحد، فلماذا اختلفت فيما بينها؟ وهل اختلاف الأسلوب والمفردات بين الأناجيل في تسجيل حدث أو حديث معين يرجع إلى التغيير والتبديل والتحريف؟ وهل يتغافل المسيحيون الخلافات البينة بين الأناجيل الأربعة؟ ندخل إلى الرد 
 
الرد
 
1ـــ سبق وأكدنا أننا لا نؤمن بالنظرية الإملائية الميكانيكية في كتابة الوحي، أي أننا لا نؤمن أن الروح القدس أملى الكاتب ما يكتبه بالحرف، دون أن يترك له مساحة يتحرك فيها ويعبر فيها بأسلوبه وبحسب علمه وثقافته ولغته وشخصيته، بل أننا نؤمن أن الكتاب المقدَّس هو نتاج عمل مشترك بين روح الله القدوس والكاتب، ولذلك حمل الكتاب طبيعة مزدوجة، طبيعة إلهيَّة كاملة وأخرى بشريَّة كاملة، ويُنسب السفر لكاتبه كما يُنسب لله، فهو يحمل لنا كلام الله على لسان الكاتب، ولذلك لا ننزعج من تغيير الأسلوب من كاتب إلى آخر، أو أن يذكر الكاتب بعض الأمور، في ذات القصة الواحدة، لا يذكرها كاتب آخر، أو أن أحد الكتَّاب يبرز فكرة لم يبرزها كاتب آخر، بل أن هذا يؤكد أن لكل إنجيل قراءته وتمايزه وسماته وهدفه الخاص الذي يسعى نحو تحقيقه، فالأناجيل تتكامل ولا تتناقض.
 
2ــ هناك اختلافات ظاهرية عديد بين الأناجيل الأربعة، ومن أمثلة هذه الاختلافات الظاهرية على سبيل المثال ما يلي:
 
أ - قال متى الإنجيلي: " طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 5 : 3) بينما قال لوقا: " طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ" (لو 6 : 20)، وهذا لا يُعد تحريفًا كما يعتقد غير العارفين. أما العارفون فأنهم يدركون أن لوقا استخدم تعبير " مَلَكُوتَ اللهِ" وهو يكتب لليونانيين، وهم ليس من أصل يهودي، فكتب بحريـة كاملة، بينما القديس متى اليهودي والذي يكتب لليهود يعرف حساسية اليهود المفرطة في استخدام اسم الجلالة "يهوه"، فكانوا لا ينطقونه بل ينطقون عوضًا عنه كلمة "أدوناي" أي السيد، ولذلك استخدم تعبير " مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" بكثرة بدلًا من تعبير " مَلَكُوتَ اللهِ"، ولا فرق بين هذه العبارة وتلك.
ب - ذكر مرقس الرسول شهادة بطرس الرسول للسيد المسيح قائلًا: " أَنْتَ الْمَسِيحُ" (مر 8 : 29)، بينما ذكر متى الإنجيلي هذه العبارة في ضوء القيامة أي ذكـر معنى المسيح، فهو ابن الله الحي لذلك قــال: " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ" (مت 16 : 16)، ولا يعتبر هذا تحريف من جانب متى الإنجيلي، ولا قصور من جانب مرقس الرسول الذي أوضح بأجلّى بيان في بداية إنجيله قائلًا: " بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ" (مر 1 : 1).
ج - ذكر متى الإنجيلي تجربة السيد المسيح بمراحلها الثلاث بشيء من التفصيل (مت 4 : 1 - 11) بينما أوجزها مرقس الإنجيلي في قوله: " وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ" (مر 1 : 12، 13).
د - ذكر متى الإنجيلي شفاء الأعميين (مت 20 : 30) بينما ذكر مرقس شفاء الأعمى الأكثر شهرة وحدَّده بِالاسم "بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس" ولا يُعد هذا نوع من التناقض، لأن مارمرقس لم يذكر صراحةً أنه لم يشفي سوى أعمى واحد، فكونه شفى أعمى فهذا لا يمنع على الإطلاق أنه شفى أعمى آخر، وهذا ما لفت نظر متى أن السيد المسيح جاء لليهود كما أنه جاء للأمم، لذلك أكثر متى من استخدام الرقـم اثنين. كما أنه استخدم الأرقام 3، 5، 7 لأنها من الأرقام المحبَّبة لليهود.
هـ - ذكر مارمرقس أن السيد المسيح قال لتلاميذه: "هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ" (مر 14 : 24)، بينما قال متى الإنجيلي: " لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" (مت 26 : 28)، وقول متى " لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" قصد به زيادة الإيضاح.
و - رحلة السيد المسيح إلى أورشليم فَرَدَ لها لوقا الإنجيلي تسعة أصحاحات (لو 9 : 51 - 19 : 28)، بينما ذكرها القديس متى في أصحاحين (ص 19، 20)، في حين أوجزها مرقس الرسول في إصحاح واحد (مر 10)، وترتب على هذا ذكر بعض الأمور في إنجيل لوقا لم يذكرها القديس متى ولا مارمرقس (راجع د. ق فهيم عزيز - المدخل إلى العهد الجديد ص 172).
 
3ـــ يقول "دكتور موريس تاوضروس": " وأما الاختلاف في البشائر فيُرَد إلى كل بشارة كُتبت من زاوية معينة لتحقيق غرضًا معينًا. فضلًا عن أن كل بشير له ذكرياته الخاصة.." 
 
4ـــ لم يلتزم الإنجيليون بالترتيب الزمني على طول الخط،  إنما التزموا به في أحداث معينة مثل قصةالميلاد ورحلة الآلام، فربما رتّب أحد الإنجيليين مجموعة من الأحداث ترتيبًا معينًا، خالفه الآخر فيها، فلا يُعد هذا نوعًا من التغيير والتبديل، فبحسب الأدب اليوناني كان للكاتب مساحة من الحرية لكيما يرتب كتاباته بدون التقيد بالترتيب الزمني، كما أن السيد المسيح كان يكرّر بعض تعاليمه في أماكن مختلفـة.
 
مقتبس من كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها - أ. حلمي القمص يعقوب

 

الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.