تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 4.00 (1 صوت)
برغم أن المسيح قدم لليهود ما يؤكد أنه المسيا المسيح الذي ينتظرونه إلا أنهم رفضوه
لماذا رفض اليهود يسوع المسيح كالمسيا المُخلِّص لهم؟
مقدمة
 
” إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ” (يو1: 11) …..!
 
تُستخدم هذه الآية كثيراً كسلاح قوي في الهجوم على اليهود من ناحية رفضهم للمسيح، وكيف لم يقبلوا المُخلِّص الذي تكلم عنه كل أنبيائهم في كتبهم المقدسة من موسى إلى ملاخي، لكنهم حاربوه ودبروا له الكثير من المكائد بل أنهم قتلوه بأبشع صورة وبمنتهى القسوة مُعلنين أنه ليس ملكهم المنتظر. ولكن بالنظر إلى تاريخ الأمة اليهودية قبل مجئ المسيح والنبوات الكثيرة التي تكلمت عن المسيا وحياته وصفاته، والفكر المسياني الذي تكوَّن نتيجة التغيرات الدينية والسياسية والاجتماعية، نستطيع أن نقترب نوعاً ما من عقلية اليهودي المتوقع إعلان ظهور المسيا.
 
كيف كان يفكر اليهودي في المسيا؟
 
كيف انتظر شعب الله المسيا؟
 
من أي شئ سيخلِّص شعبه؟
 
هل هو مُخلِّص بالمعنى الديني أم السياسي؟
 
ما هو موقف اليهود اليوم من انتظار المسيا؟
 
كل هذه الأسئلة وغيرها حاول الباحث على قدر المستطاع الأجابة عليها في هذا البحث، وأرجو أن أكون قد وفقت في عرضي لكل الأراء.
 
ü     معنى كلمة مسيا:-
 
قبل أن ندخل في الحديث عن المسيا ومفهومه عند اليهود، جديرٌ بنا أن نعرف ما معنى كلمة “مسيا” من الناحية اللغوية. إن كلمة “مسيا” أو مشيحه (Mashiah) عبرية الأصل وقد ترجمت في اليونانية “كريستوس” (Christos)، لم تُستعمل في الكتاب المقدس إلا في (يو1 :41؛ 4 :25) وتعني الممسوح بالزيت[1]، فقد كانت المسحة لازمة وضرورية للملك وعن طريقها يمكن للملك أن يقوم بممارسة بعض الخدمات الدينية (2صم6: 12-18، 2مل16: 12-15، 1مل8: 14) وقد كانت المسحة الإلهية تكرّس الملوك من أجل رسالة مرتبطة بقصد الله نحو شعبه[2]. وما كان ينتظره اليهود من ملكهم واضح وصريح في أول مظاهرة لهم في التاريخ للمطالبة بملك عندما جاءوا إلى صموئيل النبي قائلين له: ” فَالآنَ اجْعَلْ لَنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ” (1صم8: 5)[3].
 
لقد كانت رغبة قلب هذا الشعب أن يصير كباقي الشعوب، له ملكه الخاص به[4]، وقد عاش هذا الشعب حياته كلها حتى الأن يسعى وراء هذه الرغبة القوية، وقد بذلوا الكثير من الجهد في تحقيق حلمهم هذا غير تاركين عصر أو حقبة من الزمان في البحث عن هذا الملك المُعين من الله، وقد كانت للظروف التاريخية والسياسية والدينية التي مروا بها أثر كبير جداً في بلورة فكرهم عن المسيا المنتظر. وفيما يلي سنرى تطور فكر المسيا عند اليهود.
 
ü     تطور الفكر المسياني عند اليهود:-
 
أول أشارة للمسيا في العهد القديم كانت بعد السقوط مباشرة حينما أتى وعد الله الثمين للإنسان الساقط قائلاً:” وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ” (تك3: 15)[5]، لقد عاش شعب الله في القديم كل أيامه واضعاً رجائه كله في هذا الوعد المبارك منتظراً ذلك المُخلِّص الذي سينهي كل أتعابه وآلامه الناتجة من السقوط، ونجد فيما بعد موسى يلفت أنظار الشعب في البرية بعد خروجه من أرض مصر وقبل دخوله مباشرةً لأرض الموعد إلى هذا المُخلِّص بقوله:” يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ.” (تث18: 15)[6]. وقال عنه إشعياء النبي” لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.” (أش9: 6-7). كما يتنبأ كثيراً عن طابع مُلكه، فيوضح أنه مُلك العدل والسلام إذ يقول:” هُوَذَا بِالْعَدْلِ يَمْلِكُ مَلِكٌ، وَرُؤَسَاءُ بِالْحَقِّ يَتَرَأَّسُونَ” (أش32: 1)[7].
 
وقبل سبي يهوذا بفترة قليلة تنبأ عنه إرميا بأنه سَيُجري عدلاً وحقاً في الأرض وسوف يكون مُخلِّصاً ليهوذا، إذ يقول:” هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرّ، فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقًّا وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا” (إر23: 5-6)[8].
 
ويتحدث عنه ميخا النبي باعتباره القاضي ويشير إلى مكان مولده وإلى آلامه وأخيراً إلى مُلكِهِ، فيقول:” يَضْرِبُونَ قَاضِيَ إِسْرَائِيلَ بِقَضِيبٍ عَلَى خَدِّهِ. أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ … لأَنَّهُ الآنَ يَتَعَظَّمُ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. وَيَكُونُ هذَا سَلاَمًا” (مي5: 1-5)، ولقد تنبأ زكريا النبي أيضاً عن مُلكه، وحدَّثنا عن دخول المسيح كالملك إلى أورشليم راكباً على حمار وعلى جحش، وتحدَّث عن مُلكه العالمي، فيقول:” اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ” (زك9: 9-10)، ويقول أيضاً:” وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلِكًا عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ الرَّبُّ وَحْدَهُ وَاسْمُهُ وَحْدَهُ” (زك14: 9)[9].
 
نرى في الآيات السابق ذكرها التركيز في نبوات العهد القديم على شخص “المسيا الملك” الذي سيحرر ويملُك ويُخلِّص شعبه من جميع ما قاسوه من الأمم المحيطة بهم فقط، ولكن لا يتضح ما هو نوعية المُلك إن كان مُلك حرفي أم روحي؟ لكن هناك نبوة في سفر إشعياء توضح نوعاً ما طبيعة هذا الملك إذ يقول:” وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا” (إش11: 1-10). والأب متى المسكين له رأي في نوعية مُلك المسيا الذي أُعلن في العهد القديم لا يجب أن نفوته، إذ يقول فيه:
 
“والمُلاحَظ جداً أن تصوير المسيَّا كملك هو في الواقع تصوير مجازي، لأن حكومته حسب النبوَّة تشمل العالم كله، وهو لا يغزو الأُمم ولا يسعى وراءها، ولكن الشعوب تنجذب إليه كما ينجذب الشعب إلى راية خلاصه، وتتبارى الأُمم في طلب ودّه. ومن هذه النبوَّة نستطيع أن نرى مقدار صحة إدراك الأنبياء لأوصاف المسيَّا الروحية وأوصاف الملكوت القادم التي تخلو من التصويرات المادية أو العنصرية الصرف، فعمومية الملكوت واضحة. ولكن لأن الأنبياء أدركوا بالروح أن مجيء المسيَّا وتأسيس الملكوت الآتي سيقع حتماً في صميم الزمان لا في نهايته، بدأوا يصبغون نبواتهم عن الملكوت والمسيَّا بصبغة زمانية يتخللها رنة الأعمال والأوصاف التي تشابه أعمال وتصرفات الملوك المقتدرين، وهذا مما أوقع عامة الشعب والمتعصبين من إسرائيل في الإحساس بأن الملكوت الآتي سيكون مُلكاً زمانياً صرف بأمجاد أرضية، ومَلِكُه سيكون إسرائيلياً مُتعصِّباً لإسرائيليته.[10]“
 
        ولكن الواضح أن صورة هذا الملك في فكر الله منذ بدء الخليقة وقد سارت بشكل تدريجي في تاريخ شعب إسرائيل، كان الرب يسير نحو الهدف –الذي هو المسيح- وكانت الدائرة تضيق لتُحدد من هو هذا الملك الذي في فكر الله. ففي المرحلة الأولى (في الجنة) أوضح الرب أن الملك هو إنسان، ثم قبل طرد أدم من الجنة زاد الأمر وضوحاً بأن أعلن أنه “نسل المرأة”. وفي المرحلة الثانية حدد الرب أن هذا الملك سيكون من نسل سام الذي ارتضى الرب أن يربط نفسه به (تك9: 26). وفي المرحلة الثالثة ضاقت الدائرة أكثر، إذ حدد الرب الشعب الذي منه سيأتي هذا الملك. ثم في المرحلة الرابعة حدد الرب البيت الذي منه سيأتي الملك وهو بيت داود. وكان على الأتقياء انتظار تحقيق وعد الرب الكريم[11].
 
ويتلخص الإيمان اليهودي المسياني في ما قاله الحبر اليهودي (موسى ميمونيدس) في كتابه “فرائض الملوك” (والذي يضعونه أحبار اليهود العلماء في مكانة كبيرة تصل لمكانة موسى النبي)، نراه يكثِّف كل ما لديه ليقوله عن المسيا في ست صفحات: “المسيا الملك سوف يكون أولاً وقبل كل شئ معلِّماً للتوراة، وهو سوف يُعيد عقوبات ناموس موسى المتشددة ويسن قوانينه الخاصة التي سيُجبر الناس عندئذٍ على التقيُّد بها، وعندئذٍ فقط سيُسقط القوى المسيطرة، كما أنه سيبني الهيكل أيضاً”[12].
 
نرى أيضاً أن شعب بني إسرائيل مر بفترة عصيبة من التأديب نتيجة عصيانه لوصايا الرب، فقد دفعهم الرب ليد نبوخذنصر ملك بابل في سبي امتد إلى 70 سنة، رأى فيها الشعب مذلة و انكسار أمام أعداؤه، إذ تم تهجيرهم من أورشليم أرض الموعد وهُدِم الهيكل و وقعوا تحت حكم قاسي لايعرف الشفقة تماماً، وفي نهاية السبعين عام افتقدهم الرب في عهد الملك كورش الفارسي ورجعوا إلى أرضهم في 3 مراحل. وهناك في السبي بدأت فكرة المُخلِّص أو المسيا الذي من أصل داود تختمر في أذهان المسبيين، وستظل هذه الفكرة مسيطرة على عقول واليهود عبر التاريخ، كما أنها لعبت دوراً كبيراً وهاماً في حياة الأمة اليهودية[13]. ونلاحظ أنه كثيراً ما عامل الأنبياء ملوك زمانهم (الملك الممسوح) بشدة بسبب ما كانوا يرونه منهم من عدم أمانة نحو الله. إلا أنهم وجهوا رجاء إسرائيل نحو الملك ” المثالي القادم، مع أنهم لم يسندوا إليه قط لقب المسيا. ولذا، قد أخذ مفهوم المسيّانية الملكية في التوسع بعد السبي. فالمزامير الملكية، التي كانت تتحدّث في الماضي عن “المسيح” المعاصر لها، أخذت تتغنى، في تطلعّ جدير يجعلها تتعلّق بالمسيح القادم، أي “المسيّا”، بالمفهوم الصحيح والقوي[14].
 
ومن الأمور الهامة جداً ما نلاحظه أن الشعب لم يطلب أن يقيم لنفسه ملكاً بعد السبي، وذلك بسبب ما اكتشفه الأنبياء، وخصوصاً حجَّي وزكريا، أن الملوك أنفسهم كانوا هم سبب خراب مملكة إسرائيل، لأن الله منذ البدء كان هو الملك الوحيد على إسرائيل، وذلك يتضح جداً من تعاليم كل من حجَّي وزكريا.[15] وفي رأي الباحث أن هذا يوضح لنا بوادر ظهور الحلم المسياني لدى اليهود في أن يرسل الله لهم ملك بحسب قلبه من إختياره هو وليس إختيارهم لأن جميع إختيارتهم باءت بالفشل.
 
إن اسرائيل بعد السبي كان ينتظر مخلِّصاً، ينتظر مسيا، وهذا المخلص أو المسيا أو الملك هو انسان ابن انسان من نسل داود. إن الملك المنتظر بحسب المفهوم اليهودي يجب أن يكون انساناً ومولوداً بطريقة بشرية، ولم يفكر أي يهودي في أية لحظة من لحظات تاريخه في السبي أو بعده بأن المسيا المنتظر هو كائن سماوي أو آتٍ من عالم أخر، بل كان الأمر المهم بالنسبة لكل يهودي هو أن المسيا أو الملك المنتظر لابد أن يكون من نسل داود لكي يحرر الشعب من الاستعباد أو الاحتلال الأجنبي ويجلس على كرسي داود أبيه. فعندما يقول النبي:”ها العذراء تحبل ..” لا يقصد بأن المسيا الذي سيولد من العذراء هو ملك أرضي، ولكنه ملك على نظام آخر.[16]
 
ولقد لُقب المسيا بلقب هام جداً وهو “ابن الانسان”، وقد ورد هذا اللقب في العهد القديم، وخصوصاً في سفر حزقيال مرات كثيرة، وفي كل مرة تُرجم إلى “ابن أدم”. أما في سفر دانيال فقد ورد مرتين، الأولى في (دا8: 17) وتُرجم إلى ابن أدم. أما المرة الثانية التي وردت في (دا7: 13-14) تُرجم “ابن الانسان”، “كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ”. وقد رأى فيها المترجمون معنى يختلف عن المعاني السابقة، فابن الانسان هنا شخصاً يأتي من السماء، أي شخص إلهي يمثل مملكة القديسين ويملك إلى الأبد. إذاً فمن المؤكد أن ما جاء في الآيات السابقة هو مصدر هذا الاسم في العهد القديم.[17]
 
يعطي أيضاً الفكر اليهودي عن الأزمنة الأخيرة مكاناً هاماً لانتظار المسيح: مسيح ملك ينتظره الجميع، ومسيح كاهن في رأي بعض الأوساط. ولكن مواعيد الكتب المقدّسة لا تنحصر في هذه المسيانية بمعناها الضيّق، التي غالباً ما ترتبط بأحلام نهضة سياسية، بل إنها تُعلن أيضاً تأسيس ملكوت الله، وتُقدم أيضاً صانع الخلاص المنتظر تحت سمات عبد الله وابن الإنسان.[18]
 
إن عيون شعب الله، وخاصة الذين كانوا ينتظرونه بالحق والاستقامة، كانت مثبتة على هذه الوعود المختصة بمجئ المسيا المُخلِّص. والذين نطقوا بهذه الوعود وكثيرون من الذين سمعوها كانوا ينتظرون تحقيقها بفارغ الصبر، ففي كل عصر من العصور كان شعب الله يترقب منتظراً أن تتحقق هذه الوعود في عصره كما شهد كاتب العبرانيين قائلاً: ” فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ” (عب11: 13)[19].
 
وهكذا حفظت إسرائيل في جسمها وكيانها وتاريخها وكل وعودها، وبقيت رغم آلاف السنين التي عبرت عليها شاهدة على معاملات الله، حافظة للمواعيد، وإن لم تنتفع بها. ولكن تدهور إسرائيل لم يؤهِلها لحكم ذاتها وسط الأمم التي أحاطتها والتي ارتفع قرنها عليها. فشاء الله أن تدخل إسرائيل تحت عبودية وانضباط الامبراطورية الرومانية. فغزاها بومبي سنة 63 ق.م وهي السنة التي وُلِدَ فيها أغسطس قيصر، وعيَّن لهم بومبي ملكاً أدومياً هو “هيرودس”، وأولاده من بعده، كما دخل بعد ذلك حكم الولاة الرومانييين مما زاد سخط اليهود، لأن بدخولهم تحت الامبراطورية الرومانية دخلوا تحت قبضة الوثنية عدوِّهم الألد. فباتول يئنون، وأهاج ذلك فيهم شعور الانتظار والترقب للمسيا رجائهم الأخير[20].
 
بعد هذا دخلت إسرائيل في عصر أخر من الثورات على نظام الاحتلال الروماني والسعي في التخلص منه، سُميَ هذا العصر بعصر المكابيين وكانت من أهم سماته هو ظهور قادة لهذا الشعب المُحتَل يساعدوه على التحرر من أعداؤه بطريقة سياسية، وكلما ظهر قائد لهم يحثهم على ذلك التفت حوله الشعب أملاً منهم في أن يكون هو المسيا المنتظر الذي سيحقق التوقع اليهودي للمسيا، ولكن سرعان ما باءت كل هذه التوقعات بالفشل والاحباط سريعاً لعدم وصول أي قائد من هؤلاء لهدفه في هذا العصر الذي دام حوالي 400 سنة بدءً من يهوذا المكابي وحتى الملكة ألكسندرا سالومة[21].
 
وحتى الأن يعيش اليهودي وعنده هذا الأمل في تحقيق هذا الحلم المسياني كل يوم متوقعاً ظهور المسيا بصورته الملوكية لعله يأتي في وقتٍ ما…. !
 
ü     المسيا في سفر المزامير:-
 
يتفق علماء اليهود أن العهد القديم يحتوي كله معاً على 456 نبوة تتعلق بالمسيح، توجد منها 75 في أسفار موسى الخمسة، 343 في الأنبياء، 138 في الكتابات والمزامير. معظم هذه المراجع آيات منفصلة يرى فيها الأحبار بصفة خاصة الدافع المسياني، وفي بعض الحالات توجد إصحاحات بأكملها يجب أن توضع في الاعتبار عند دراستنا للنبوات التي تشير للمسيا في العهد القديم[22].
 
ولا يليق بنا أن نتكلم عن المسيا في العهد القديم دون أن نتعرض لسفر المزامير، وبتطلعنا إليه نجده مليئاً أكثر من غيره من أسفار الوحي بالإشارات إلى مُلك المسيح[23] وقد قال اليهود:” إن سفر المزامير في المعنى الواسع هو مسياني بأكمله من بدايته إلى نهايته، إذ أنه ملئ بتوقع خلاص اليوم الأخير”[24]. وحيث أن العهد الجديد يشرح فعلياً تاريخ الخلاص بأكمله على ضوء سفر المزامير، إلا إننا يجب علينا أن نراعي الأتي عند قرائتنا لسفر المزامير بعين يهودية.. أن يُفهم لفظ “المسيا” باعتباره المُخلِّص الذي يتوقعه شعب اسرائيل، لأنه بالنسبة لنا كمسيحيين عندما نتحدث عن “المسيح” فإننا نعني دائماً فادينا المقام من الأموات يسوع المسيح.[25]
 
إن نبوات الكتاب المقدس عن المسيح تشبه لعبة البازل، فإن صورة الفادي المتألم تتبين تدريجياً عندما توضع القطع الفردية معاً، إذ أن الكثير من مقاطع سفر المزامير تكمِّل الصورة التي رسمتها أسفار موسى الخمسة والأنبياء. واليهود يرون المسيا في سفر المزامير في نفس السياقات تقريباً التي يراه فيه المسيحيون. لكن حيث أنهم يتواصلون بنفس اللغة الخاصة بالمزامير (وهي اللغة العبرية) فإنهم يجدون فيها إشارات سرية يطبقونها بعدئذٍ على تصورهم الخاص بالمسيا[26] أي التوقع بأنه ملك يخلِّص شعبه. وحتى المزامير التي لا يعتبرها المسيحيون مسيانية قد تُلمِّح في رأي العلماء اليهود إلى المُخلِّص الآتي[27]. وفيما يلي توضيح لأكثر المزامير الذي اتفق عليها أحبار اليهود بنسبة كبيرة أنها مسيانية.
 
مزمور 2:- يهتم هذا المزمور “بالمسيح”، أي “المسيا” بالعبرية. ويشار إليه مرتين باعتباره “الابن”. وسوف تُعطي كل الأمم ميراثاً له، وسوف يُرحَب به بقبلة مثل الملك أو المعلم كما يشرع التلمود بالضبط؛ فإنه عندما يقابل الطالب معلِّماً يجب عليه أن يقبله على يده. ويصرح المدراش أن هذا المزمور يتحدث عن “المسيا الملك” الذي سيسجد أمامه الجميع[28]. ويحوي على عبارات تعني أن المسيح هو المُعيَّن من الله للمُلك، وأنه عندما سيستلم المُلك سيكون مُلكه على العالم بأسره، كما يُخبرنا عن رفض الناس لهذا الملك العظيم واستهزاء الرب بهم[29]، كما أنه يتحدث عن مجد المسيا وكفاحه وانتصاراته[30].
 
مزمور 110:- يُعتبر هذا المزمور توأماً لمزمور 2 ويعطي له أيضاً الحكماء تفسيراً مسيانياً لدرجة أنه ليس هناك تنافر جوهري بين تفسير الأحبار والتفسير المسيحي لكلا المزمورين[31]. يقول المدراش عن الآية “اجلس عن يميني” أنه يقول هذا للمسيا، وعرشه مُعدَّاً بالنعمة وهو سيجلس عليه[32].
 
مزمور 22:- كثيراً ما تصف المزامير التجارب التي يعاني منها الشخص التقي في مشاركة “مخاض ملكوت الله”، وهي كثيراً ما تُشرح على انها “مخاض مسياني” عندما تتصل بداود، تتحدث بداية المزمور عن ألام المسيا وتتحدث نهايته عن وليمة العهد وكيف أن الذرية تتعبد له وأن بره سوف يُعلن لشعب سيولد، وأن هذا سيحدث في زمن التحرير أي “أيام المسيا”، وبهذه الطريقة يتعشق المزمور نفسه مع المهمة المسيانية[33].
 
مزمور 118:- يربط أحبار اليهود موضوع هذا المزمور بخروج إسرائيل من مصر وترنيمتهم، حيث أنه توجد اشارة هنا إلى “الآتي” … لذلك ينبغي أن ترنم إسرائيل ذلك لمن سيأتي، وأيضاً سوف يمد الرب يده مرة أخرى ليخلص بقية شعبه. إن هذه الترنيمة هي ترنيمة ملكية وهي تتحدث عن مجتمع الإيمان ومجئ المسيا، وتشير الكلمات “وقد صار خلاصي” إلى المسيا الملك”، فعندما يأتي الملك القدوس سنتهلل ونفرح بخلاصه؛ وخلاصه يعني بالطبع خلاص الرب الذي رجع إلى صهيون[34].
 
مزمور 72:- من أعظم النبوات التي ترد عن المسيح ومُلكه، نفهم منه أن المسيح سيملك على هذه الأرض وسيكون سلطانه عاماً وشاملاً “من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض”، كما سيكون مُلكه دائماً لاينتهي. فالمسيح هو الذي سيحقق للبشرية السلام والراحة والخير[35].
 
ü     مواقف يهود اليوم من قضية المسيا[36]:-
 
تم نقل هذا الجزء كما هو من موقع ويكيبديا، لذا من الممكن أن تكون هذه المعلومات غير صحيحة. فإن كان لدى القارئ أي مصدر أخر موثوق منه يمكن الإعتماد عليه فلا تتأخر في إرساله للباحث.
 
v    اليهودية الأرثوذكسية: تؤكد اليهودية الأرثوذكسية على أن اليهود مُجبرين على قبول المبادئ الثلاثة عشر للإيمان والتي نقلت عن الأنبياء، بما في ذلك الإيمان بشكل قاطع بمجئ المسيا، حيث ينص المبدأ الثاني عشر على ذلك، ويقول ذلك المبدأ: أنا أعتقد بإيمان كبير بمجئ المسيا، حتى لو كان قد تأخر حدوث ذلك، إلا أني سأنتظر قدومه كل يوم.
 
v    اليهودية المحافظة: تقول اليهودية المحافظة “بأن بما أنه لايوجد أحد يستطيع أن يؤكد ماسوف يحدث خلال العصر المسياني لذلك فأن كل واحد منا له الحرية في تكوين تأملاته الخاصة عن تلك المرحلة، بعض منا يؤمن حرفيا بحقيقة تلك التأملات، والبعض الآخر يفهمها على اعتبار أنها استعارات رمزية…. ولأجل المجتمع الدولي نؤمن بقدوم ذلك العصر الذي تتوقف فيه الحروب وتصبح العدالة والرحمة من المسلمات البديهية فيه، مثلما كتب في سفر النبي إشعياء (11/9) “الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر”. أما لآجل شعبنا فنؤمن باجتماع جميع اليهود معاً من جديد في صهيون، لنكون من جديد أسياداً لمصيرنا حيث نستطيع التعبير عن عبقريتنا المميزة في كل ناحية من نواحي حياتنا الوطنية، نحن نقر بنبوة أشعياء(3/2) “لآنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب”. لانعرف موعد قدوم المسيا، ولانعرف حتى إن كان سيكون إنسان ذو مواهب عظيمة وخارقة أو إن كان سيكون مجرد رمزا لخلاص البشرية من أشرار هذا العالم، لذا وانطلاقا من العقيدة المسيانية تعلمنا اليهودية أنه يجب على كل إنسان بشخصه أن يعيش وكأنه مسؤولا بشكل فردي عن قدوم العصر المسياني، فنردد كلمات ابن ميمون التي نقلها عن النبي حبقوق (2/3)والتي تقول “لأن الرؤيا بعد إلى ميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب، إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانا ولاتتأخر”
 
v    اليهودية الإصلاحية: لاتقبل اليهودية الإصلاحية بشكل عام بفكرة أنه سيكون هناك مسيا، البعض من أتباع هذا التيار يؤمنون بأنه ربما سيوجد عصر مسياني نوع ما {العالم الآتي}، بمعنى وجود اليوتوبيا {المدينة الفاضلة} التي يجب على كل يهودي العمل على تحقيقها. تقول اليهودية الإصلاحية “إن الأجيال السابقة من المصلحين اليهود لم تشك يوما بالطاقات البشرية الطامحة من أجل الخير، لقد عشنا مآسي قاسية أجبرتنا على إعادة ملائمة واقعية تقليدنا حول قدرة الإنسان على استيعاب الشر، سابقا رفض شعبنا دائما الوقوع في فخ اليأس، فالناجين من المحرقة {الهولوكوست} منحوا الحياة، ونهضوا من محنتهم تلك ليثبتوا للعالم بأن الروح البشرية لاتقهر. لقد قامت دولة إسرائيل وسيحافظ عليها اليهود دائما لتكون على مر الزمان برهاناً على كيفية قدرة شعب موحد على تغيير تاريخ الإنسانية، فوجود اليهودية هو جدل بحد ذاته موجه ضد اليأس، وخلاص اليهود هو مبرر للآمال الإنسانية. سوف نبقى شهودا لله على أن التاريخ لم يكن يوما بدون معنى، نحن نؤكد أنه مع مساعدة الله لن يكون الناس عاجزين عن صنع أقدارهم، نحن نكرس أنفسنا سيرا على خطى الأجيال اليهودية التي سبقتنا، لكي ننتظر ونعمل من أجل اليوم الذي يتحقق فيه قول الكتاب، (إش:9-11) “لايسوؤون ولايفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر”.
 
الخاتمة
 
مما سبق عرضه نستشف الفكر اليهودي للمسيا في العهد القديم وكيف وصل إلى الأن، وكيف أن الصورة  التي يطلبونها هي صورة “الملك المُخلِّص” الذي سيحكم ويدين ويسترد المُلك والأرض لهم مرة أخرى، فالملكوت في فكر اليهودي هو ملكوت أرضي على الرغم من أن الكثير من إشارات نبوات العهد القديم توضح أن الملكوت روحي وسماوي، ولكن لا نقدر أن ننكر أن التغيرات السياسية والتاريخية التي مر بها شعب بني إسرائيل كان لها أثر كبير على تفكيره في شخص المسيا. مما أدى إلى رفضه لشكل ملكوت الرب يسوع وبالتالي رفضه ليسوع نفسه كملك ومُخلِّص.
 
أصلي إلى الله أن يفتح عيونهم إلى معرفة الحق الذي يحررهم من عبودية إبليس وسلطانه، وأن يسترد شعبه المختار وابنه البكر إلى حضنه مرة أخرى، ويجمع القريبين والبعيدين لنكون كلنا رعية واحدة لراعٍ واحد .. آمين.
 
“لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ. أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ”.(يو17: 21-26).
 
 Image
 
كيرلس عياد
25/1/2013
[1] المحيط الجامع. تم الإطلاع عليه يوم 25\1\2013. متاح على http://www.almasi7y.net/mo7et.html
 
[2] معجم اللاهوت الكتابي. تم الإطلاع عليه يوم 25\1\2013. متاح على http://www.almasi7y.net/mo3gam.html
 
[3] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي ج1 (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 40.
 
[4] المرجع السابق، 40.
 
[5] المرجع السابق، 29.
 
[6] المرجع السابق، 30.
 
[7] يوسف رياض، المسيح الملك (القاهرة: دار الإخوة للنشر، 2007)، 15.
 
[8] متى المسكين، تاريخ إسرائيل (وادي النطرون: مطبعة دير القديس أنبا مقار، 1997)، 372.
 
[9] يوسف رياض، المسيح الملك (القاهرة: دار الإخوة للنشر، 2007)، 16.
 
[10] متى المسكين، تاريخ إسرائيل (وادي النطرون: مطبعة دير القديس أنبا مقار، 1997)، 372.
 
[11] يوسف رياض، المسيح الملك (القاهرة: دار الإخوة للنشر، 2007)، 33.
 
[12] ريستو سانتالا، المسيا في العهد القديم (فنلندا: Key media، 2004)، 12.
 
[13] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي ج1 (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 53.
 
[14] معجم اللاهوت الكتابي. تم الإطلاع عليه يوم 25\1\2013. متاح على http://www.almasi7y.net/mo3gam.html
 
[15] متى المسكين، تاريخ إسرائيل (وادي النطرون: مطبعة دير القديس أنبا مقار، 1997)، 210.
 
[16] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي ج1 (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 32.
 
[17] فريز صموئيل، ابن الانسان (القاهرة: أوتوبرنت، 2002)، 12.
 
[18] معجم اللاهوت الكتابي. تم الإطلاع عليه يوم 25\1\2013. متاح على http://www.almasi7y.net/mo3gam.html
 
[19] حنا جرجس الخضري، تاريخ الفكر المسيحي ج1 (القاهرة: دار الثقافة، 1981)، 37.
 
[20] متى المسكين، المسيح حياته وأعماله (وادي النطرون: مطبعة دير القديس أنبا مقار، 1998)، 14.
 
للتفاصيل الرجاء الرجوع لسفري المكابين الأول والثاني- الأسفار القانونية الثانية.[21]
 
[22] ريستو سانتالا، المسيا في العهد القديم (فنلندا: Key media، 2004)، 135.
 
[23] يوسف رياض، المسيح الملك (القاهرة: دار الإخوة للنشر، 2007)، 13.
 
[24] ريستو سانتالا، المسيا في العهد القديم (فنلندا: Key media، 2004)، 129.
 
[25]المرجع السابق، 98.
 
[26] المرجع السابق، 99.
 
[27] المرجع السابق، 104.
 
[28] المرجع السابق، 105.
 
[29] يوسف رياض، المسيح الملك (القاهرة: دار الإخوة للنشر، 2007)، 13.
 
[30] معجم اللاهوت الكتابي. تم الإطلاع عليه يوم 25\1\2013. متاح على http://www.almasi7y.net/mo3gam.html
 
[31] المرجع السابق، 110.
 
[32] المرجع السابق ، 111.
 
[33] المرجع السابق ، 115.
 
[34] المرجع السابق، 121.
 
[35]يوسف رياض، المسيح الملك (القاهرة: دار الإخوة للنشر، 2007)، 14.
 
[36]http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D8%AD
 
الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.