تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 0.00 (0 أصوات)
 
الديانة الفاسدة 3 
تجسد الله في صورة إنسان 
 
قام الشيخ سالم عبد الجليل بالقول أن المسيحية ديانة فاسدة، وفي عدد من المقالات السابقة ناقشنا بعض مما يقال عن فساد المسيحية
فناقشنا التسامح المسيحي حيث طلب المسيح من أتباعه أن يحبوا حتى الأعداء 
وناقشنا وحدانية الله وثالوثه وأكدنا أننا نعبد إله واحد لا إله إلا هو 
واليوم نناقش موضوع آخر هو تجسد الله، إذ كل من يرى أن المسيحية ديانة فاسدة ، يطل من زاوية أن المسيحية تقول بتجسد الله في صورة إنسان 
 
تسمع كثيرًا عبارة يرددها البعض "الله منزه عن أن يظهر في صورة" "الله منزه عن أن يتجسد" 
ولكن السؤال، هل أنا وأنت ننزه الله؟ هل من حقنا أن نقول لله لا تفعل؟ بالطبع لا، فهذا ليس من حقوقنا على الله أن ننزهه، خاصة أنه لم يقل ذلك، خاصة أنه فعل ذلك محبة منه لكل البشر كمجموع، محبة منه لك ولي ولكل إنسان بصورة منفردة شخصية
فتجسد الله في صورة إنسان كان من أجلك ومن أجلك معونتك ومساعدتك وكل البشر
فهل تنفي على الله الاهتمام بك والاتصال الشخصي بك؟
وهل في تجسد الله أي شئ ضد المنطق العقلي؟
لا 
فكون أن الله يتخذ صورة بشر ليعيش بين الناس ويكون في مثل ظروفهم ومتاعبهم والآمهم، لا يقلل من عظمة الله ولا يقلل من تنزيهه بل إنه يزيد من عظمته وجلاله إذ أحب البشر خليقته لدرجة أن يصير مثلهم 
 
لا يوجد أي شئ ضد منطق تجسد الله بل هو منتهى المنطق أن يتواصل معهم من خلال الطبيعة ثم من خلال الأنبياء ثم من خلال ذاته هو شخصيًا أن يتصل بالبشر اتصالاً مباشرًا ليكفر عنهم خطاياهم ويفتديهم ويصلح الطبيعة الفاسدة التي يحيا بها الانسان 
عليك أن تقرأ وتبحث وتدرس وتفكر وتسأل الله الطريق 
 
هل تشهد الكتب الدينية بظهور الله في صورة مرئية للبشر؟ نعم 
سنجد في التوراة وكتب أنبياء العهد القديم والعهد الجديد والقران الكريم والأحاديث الصحيحة والتفاسير المعتمدة أن الله ظهر في صورة مرئية، رآه البشر بأعينهم كما ترى أي إنسان أمامك الآن 
 
الكتاب المقدس 
تعال لنقرأ بعض النصوص من العهد القديم والعهد الجديد والقرآن والأحاديث 
 
العهد القديم 
 
تكوين 16: 10–14 ".. فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا:"أَنْتَ إِيلُ رُئِي". لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَههُنَا أَيْضًا رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟».. لِذلِكَ دُعِيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي». وإيل رئى تعنى إله رؤية.
 
وتكوين 17: 1 ".. ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ "
و سفر التكوين18: 1 "وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ"
وتكوين 18: 14" فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».
وتكوين 32: 24–30 "فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ... 29وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ
اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ."...فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
 
هوشع 12: 3-4 «فِي الْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ، وَبِقُوَّتِهِ جَاهَدَ مَعَ اللهِ. جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَ
الذي صارع يعقوب هو الله الذي ظهر فى صورة إنسان، لذلك قال يعقوب
" نظرت الله وجهًا لوجه" 
 
" وخروج 3: 1–6 .. ظهر الله لموسى فى الشجرة، وناداه الله من وسط الشجرة نفسها.. وخاف موسى أن ينظر إلى الله المتجسد.
وخروج 24: 9–11 صعد موسى إلى الجبل ومعه هارون واخرين ورأوا إله اسرائيل متجسدًا
وقضاة 6: 11–25 في هذا النص، يظهر الله لجدعون فى صورة ملاك ويتحدث معه، ولأنه الله خاف جدعون من الموت، ولو كان أحد ملائكة الله ما خاف جدعون الموت، وطمأنه الرب قائلا ً «السَّلاَمُ لَكَ. لاَ تَخَفْ. لاَ تَمُوتُ».
 
وقضاة 13: 2–25 ظهر الله لمنوح وزوجته ودليل أن الله أتخذ جسدًا ظهر به أن منوح وزوجته خافا من الموت لرؤيتهما الله، "نَمُوتُ مَوْتًا لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ." ودليل آخر: القول أنه "ملاك الرب" عدة مرات، وفي مرات أخرى أنه "الرب".
 
وحزقيال 1: 26 و28 "شِبْهٌ كَمَنْظَرِ إِنْسَانٍ...هذَا مَنْظَرُ شِبْهِ مَجْدِ الرَّبِّ" 
 
العهد الجديد 
 
تجسد وظهر الله فى المسيح ظهورًا واضحًا وتجسدًا كاملاً كإنسان عاش بين الناس 
إنجيل يوحنا1:1 و14 "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ."... "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا."
رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 " اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ"
 
وكولوسى 1: 15–19 "الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ...الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ ..فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ" وكولوسى 2: 9 "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا."
 
فيلبى 2: 6–10 "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. 7لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاس"
 
ورؤيا يوحنا 1: 10–18 "..وَسَمِعْتُ.. صَوْتًا عَظِيمًا.. قَائِلاً:«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ... فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ.. شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ.. فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي:«لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ."الأول والآخر هو الله وهو هنا ابن الإنسان الظاهر فى الجسد. وفي رسالة تيموثاوس الأولى 5 : 2 "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ".
 
القرآن والأحاديث الصحيحة 
 
سورة النمل "إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا (8)"
 
تفسير القرطبي: وقول ثالث قاله ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير: قدس من في النار وهو الله سبحانه وتعالى، عنى به نفسه تقدس وتعالى قال ابن عباس ومحمد بن كعب: النار نور الله عزوجل، نادى الله موسى وهو في النور، وتأويل هذا أن موسى عليه السلام رأى نورا عظيما فظنه نارا، وهذا لان الله تعالى ظهر لموسى بآياته وكلامه من النار لا أنه يتحيز في جهة وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله "لا أنه يتحيز فيهما، ولكن يظهر في كل فعل فيعلم به وجود الفاعل.
 
تفسير الطبري: قال بعضهم عنى جل جلاله بذلك نفسه وهو الذي كان فى الناروعن سعيد بن جبير قال: ناداه وهوفى النار.
 
 وكذلك قال تفسير الدر المنثور والنيسابوري
 
صحيح الجامع الصغير للألبانى- خلاصة الدرجة صحيح: "أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السموات وما في الأرض". الحديث صححه الشيخ الألباني ولا يوجد فيه منام.
 
سورة القصص: "فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"(30)
الألوسى: "وذكر بعض العارفين أنه إنما سُمع كلامه تعالى اللفظي بصوت وكان ذلك بعد ظهوره عز وجل بما شاء من المظاهر التي تقتضيها الحكمة وهو سبحانه مع ظهوره تعالى كذلك باق على إطلاقه حتى عن قيد الإطلاق، وقد جاء في «الصحيح» أنه يتجلى لعباده يوم القيامة في صورة، فيقول: أنا ربكم فينكرونه ثم يتجلى لهم بأخرى  فيعرفونه".
لقد تجلى للجبل أي ظهر له فى صورة مرئية، فهل يصعب عليه أن يكون إنسانًا وفى ذات الوقت موجودًا فى كل الكون ؟  وأرجو من القارئ أن يلاحظ قول الألوسى: أن الله مع ظهوره يبقى مطلقًا لا يحده حد، فهو مع ظهوره موجود فى كل مكان، وهذا لكل من يسأل من حكم العالم عندما تجسد الله؟ الله لا يُحد ولا يحده حد مهما اتخذ من مظاهر يظهر بها
ثم ظهور الله: ينبغي أن يكون لله مظهر يظهر به ليراه من يراه، هذا يستلزم أنه يتخذ الجسد الإنساني ليراه البشر ظاهرًا، وهذا يستلزم أن الله اتخذ جسدًا ،مثلنا به كل مكونات الجسد الإنساني يتنفس فله رئتان ويتكلم فله لسان وهكذا 
 
البقرة 55 – القرطبي: "وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون." "وقد اختلف في جواز رؤية الله تعالى فأكثر المبتدعة على إنكارها في الدنيا والآخرة وأهل السنة والسلف على جوازها فيهما ووقوعها في الآخرة فعلى هذا لم يطلبوا من الرؤية محالا وقد سألها موسى عليه السلام."
لاحظ أن القرطبي يقول أن أهل السنة والسلف اتفقوا على جواز الرؤية فى الدنيا والآخرة 
 
والى حديث صحيح أخر: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ... "رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ". 
الراوي: عبدالله بن عباس    المحدث: ابن تيمية      المصدر: تلبيس الجهمية          الصفحة: جزء 7 صفحة 290   خلاصة حكم المحدث: صحيح 
 
بيان تلبيس الجهمية فى تأسيس بدعهم الكلامية، جزء 7 صفحة 290 – ابن تيمية: "وفي هذا الخبر من رواية ابن أبي داود أنه سُئل ابن عباس هل رأى محمد ربه قال نعم قال وكيف رآه قال في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ كأن قدميه في خضرة فقلت أنا لابن عباس أليس في قوله لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ..[الأنعام 103] قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيءوهذا يدل على انه رآه، واخبر انه رآه في صورة شاب دونه ستر وقدميه في خضرة، وان هذه الرؤية هي المعارضة بالآية، والمجاب عنها بما تقدم، فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله: رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة، جعد قطط في روضة خضراء.. قال إن النبي..  رأى ربه عز وجل فقال له رجل أليس قد قال لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار فقال له عكرمة أليس ترى السماء قال بلى
قال أفكلها ترى."
 
وإذا كانت الرؤية حتى لدقائق فالله سبحانه أتخذ جسداً يُرى به وهذا الجسد به كل مكونات الجسد الإنساني الكامل مثلنا تماما ً 
 
إبطال التأويلات للطبراني - فصل ثان يتعلق بليلة الإسراء: "قَالَ: وَأُبْلِغْتُ أَنَّ الطَّبَرَانِيَّ، قَالَ: حَدِيثُ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ... فِي الرُّؤْيَةِ صَحِيحٌ، وَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنِّي رَجَعْتُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ. بَعْدَ مَا حَدَّثْتُ بِهِ فَقَدْ كَذَبَ، وَهَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ عَنِ النَّبِيِّ...وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ تَابِعِي التَّابِعِينَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ أَسْمَاءَهُمْ بِطُولِهَا... سمعت ابن صدقة الحافظ، يَقُول: من لم يؤمن بحديث عكرمة فهو زنديق.. سمعت أَبَا زرعة الرازي، يَقُول: من أنكر حديث قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قَالَ: قَالَ رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رأيت ربي، عَزَّ وَجَلَّ" فهو معتزلي. سمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن هانئ الأثرم..عن ابن عباس، عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رأيت ربي" الحديث، فقال أَحْمَد بن حنبل: هَذَا حديث رواه الكبر عن الكبر عن الصحابة، عن النبي.. فمن شك فِي ذَلِكَ أو فِي شيء منه فهو جهمي لا تقبل شهادته، ولا يسلم عليه، ولا يعاد فِي مرضه. وأنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إسحاق... قَالَ: حدثنا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قَالَ: رأيت أَبِي يصحح هَذِهِ الأحاديث ويذهب إليها وجمعها وحدثناها. وروى بإسناده عن عبد الوهاب الوراق، قَالَ: سمعت أسود بن سالم يَقُول فِي هَذِهِ الأحاديث التي جاءت فِي الرؤية، قَالَ: نحلف عليها بالطلاق والعتاق أنها حق فهذا الكلام فِي طريقها."
وقد جاء هذا الحديث بعدة ألفاظ مختلفة منها: "أن محمدًا رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه، أو قال: رجليه في خضرة". "رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء"  أو "رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء." 
وهذا الحديث من هذا الطريق صححه جمعٌ من أهل العلم، منهم:
 
الإمام أحمد (المنتخب من علل الخلال: ص282، وإبطال التأويلات لأبي يعلى 1/139). وأبو زرعة الرازي (إبطال التأويلات لأبي يعلى 1/144). والطبراني (إبطال التأويلات لأبي يعلى 1/143). وأبو الحسن بن بشار (إبطال التأويلات 1/ 142، 143، 222). وأبو يعلى في (إبطال التأويلات 1/ 141، 142، 143). وابن صدقة (إبطال التأويلات 1/144) (تلبيس الجهمية 7 /225 ).وابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية 7/290، 356) (طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف- 1426هـ).
 
وضعفه ابن الجوزي في (العلل المتناهية: 1/36) واستنكره الذهبي كما في (سير أعلام النبلاء 10 / 113) وقال السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 2 / 312): (موضوع مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم).
 
إبطال التأويلات – الفصل الثاني فِي إثبات رؤيته لله سُبْحَانَهُ فِي تِلْكَ الليلة.
 
"إن قوما يقولون إن عائشة قالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية، فبأي شيء تدفع قول عائشة قَالَ بقول النبي.. "رأيت ربي"، وقول النبي.. أكبر من قولها."
إبطال التأويلات – الفصل الثاني فِي إثبات رؤيته لله سُبْحَانَهُ فِي تِلْكَ الليلة: "وروى أَبُو حفص بن شاهين فِي سننه بإسناده.. عن ابن عباس: رأى مُحَمَّد...ربه، عَزَّ وَجَلَّ، بعينيه مرتين وروى أَبُو حفص بإسناده.. عن ابن عباس، قَالَ: رأى رسول الله..ربه بفؤاده مرتين." وأظن أن رؤية المنام لا تنفى رؤية العين فيمكن حدوث هذه وتلك
 
الأعراف 143 "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ 
تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ."
 
الرازى: الْحُجَّةُ الثَّانِيَةُ: مِنَ الْوُجُوهِ الْمُسْتَنْبَطَةِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى جَائِزُ الرُّؤْيَةِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تَعَالَى لَوْ كَانَ مُسْتَحِيلَ الرُّؤْيَةِ لَقَالَ: لَا أُرَى أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ فِي يَدِ رَجُلٍ حَجَرٌ فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ نَاوِلْنِي هَذَا لِآكُلَهُ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَهُ هَذَا لَا يُؤْكَلُ وَلَا يَقُولُ لَهُ لَا تَأْكُلْ. وَلَوْ كَانَ فِي يَدِهِ بَدَلَ الْحَجَرِ تُفَّاحَةٌ لَقَالَ لَهُ: لَا تَأْكُلْهَا أَيْ هَذَا مِمَّا يُؤْكَلُ وَلَكِنَّكَ لَا تَأْكُلُهُ. فَلَمَّا قَالَ: لَنْ تَرانِي وَلَمْ يَقُلْ لَا أُرَى عَلِمْنَا أَنَّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى فِي ذَاتِهِ جَائِزُ الرُّؤْيَةِ.
الْحُجَّةُ الثَّالِثَةُ: مِنَ الْوُجُوهِ الْمُسْتَنْبَطَةِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ تَعَالَى عَلَّقَ رُؤْيَتَهُ عَلَى أَمْرٍ جَائِزٍ وَالْمُعَلَّقُ عَلَى الْجَائِزِ جَائِزٌ فَيَلْزَمُ كَوْنُ الرُّؤْيَةِ فِي نَفْسِهَا جَائِزَةً. إِنَّمَا قُلْنَا: إِنَّهُ تَعَالَى عَلَّقَ رُؤْيَتَهُ عَلَى أَمْرٍ جَائِزٍ لِأَنَّهُ تَعَالَى عَلَّقَ رُؤْيَتَهُ عَلَى اسْتِقْرَارِ الْجَبَلِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي وَاسْتِقْرَارُ الْجَبَلِ أَمْرٌ جَائِزُ الْوُجُودِ فِي نَفْسِهِ فَثَبَتَ أَنَّهُ تَعَالَى عَلَّقَ رُؤْيَتَهُ عَلَى أَمْرٍ جَائِزِ الْوُجُودِ فِي نَفْسِهِ. إِذَا ثَبَتَ هَذَا وَجَبَ أَنْ تَكُونَ رُؤْيَتُهُ جَائِزَةَ الْوُجُودِ فِي نَفْسِهَا لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ ذَلِكَ الشَّرْطُ أَمْرًا جَائِزَ الْوُجُودِ لَمْ يَلْزَمْ مِنْ فَرْضِ وُقُوعِهِ مُحَالٌ فَبِتَقْدِيرِ حُصُولِ ذَلِكَ الشَّرْطِ إِمَّا أَنْ يَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ الْجَزَاءُ الَّذِي هُوَ حُصُولُ الرُّؤْيَةِ أَوْ لَا يَتَرَتَّبَ فَإِنْ تَرَتَّبَ عَلَيْهِ حُصُولُ الرُّؤْيَةِ لَزِمَ الْقَطْعُ بِكَوْنِ الرُّؤْيَةِ جَائِزَةَ الْحُصُولِ وَإِنْ لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَيْهِ حُصُولُ الرُّؤْيَةِ قَدَحَ هَذَا فِي صِحَّةِ قَوْلِهِ، إِنَّهُ مَتَى حَصَلَ ذَلِكَ الشَّرْطُ حَصَلَتِ الرُّؤْيَةُ وَذَلِكَ بَاطِلٌ. فَإِنْ قِيلَ: إِنَّهُ تَعَالَى عَلَّقَ حُصُولَ الرُّؤْيَةِ عَلَى اسْتِقْرَارِ الْجَبَلِ حَالَ حَرَكَتِهِ وَاسْتِقْرَارُ الْجَبَلِ حَالَ حَرَكَتِهِ مُحَالٌ. فَثَبَتَ أَنَّ حُصُولَ الرُّؤْيَةِ مُعَلَّقٌ عَلَى شَرْطٍ مُمْتَنِعِ الْحُصُولِ لَا عَلَى شَرْطٍ جَائِزِ الْحُصُولِ فَلَمْ يَلْزَمْ صِحَّةُ مَا قُلْتُمُوهُ؟ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الشَّرْطَ هُوَ اسْتِقْرَارُ الْجَبَلِ حَالَ حَرَكَتِهِ أَنَّ الْجَبَلَ إِمَّا أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ حَالَ مَا جَعَلَ اسْتِقْرَارَهُ شَرْطًا لِحُصُولِ الرُّؤْيَةِ كَانَ سَاكِنًا أَوْ مُتَحَرِّكًا فَإِنْ كَانَ الْأَوَّلُ لَزِمَ حُصُولُ الرُّؤْيَةِ بِمُقْتَضَى الِاشْتِرَاطِ وَحَيْثُ لَمْ تَحْصُلْ عَلِمْنَا أَنَّ الْجَبَلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مَا كَانَ مُسْتَقِرًّا وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ مُسْتَقِرًّا كَانَ مُتَحَرِّكًا. فَثَبَتَ أَنَّ الْجَبَلَ حَالَ مَا جَعَلَ اسْتِقْرَارَهُ شَرْطًا لِحُصُولِ الرُّؤْيَةِ كَانَ مُتَحَرِّكًا لَا سَاكِنًا. فَثَبَتَ أَنَّ الشَّرْطَ هُوَ كَوْنُ الْجَبَلِ مُسْتَقِرًّا حَالَ كَوْنِهِ سَاكِنًا/ فَثَبَتَ أَنَّ الشَّرْطَ الَّذِي عَلَّقَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى حُصُولِهِ حُصُولَ الرُّؤْيَةِ هُوَ كَوْنُ الْجَبَلِ مُسْتَقِرًّا حَالَ كَوْنِهِ مُتَحَرِّكًا وَأَنَّهُ شَرْطٌ مُحَالٌ.
وَالْجَوَابُ: هُوَ أَنَّ اعْتِبَارَ حَالِ الْجَبَلِ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُغَايِرٌ لِاعْتِبَارِ حَالِهِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ
 
 مُتَحَرِّكٌ أَوْ سَاكِنٌ وَكَوْنُهُ مُمْتَنِعَ الْخُلُوِّ عَنِ الْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ لَا يَمْنَعُ اعْتِبَارَ حَالِهِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ مُتَحَرِّكٌ أَوْ سَاكِنٌ أَلَا تَرَى أَنَّ الشَّيْءَ لَوْ أَخَذْتَهُ بِشَرْطِ كَوْنِهِ مَوْجُودًا كَانَ وَاجِبَ الْوُجُودِ وَلَوْ أَخَذْتَهُ بِشَرْطِ كَوْنِهِ مَعْدُومًا كَانَ وَاجِبَ الْعَدَمِ فَلَوْ أَخَذْتَهُ مِنْ حَيْثُ هُوَ هُوَ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَنْ كَوْنِهِ مَوْجُودًا أَوْ كَوْنِهِ معدوما كان ممكن الوجود فكذا هاهنا الَّذِي جُعِلَ شَرْطًا فِي اللَّفْظِ هُوَ اسْتِقْرَارُ الْجَبَلِ وَهَذَا الْقَدْرُ مُمْكِنُ الْوُجُودِ فَثَبَتَ أَنَّ الْقَدْرَ الَّذِي جُعِلَ شَرْطًا أَمْرٌ مُمْكِنُ الْوُجُودِ جَائِزُ الْحُصُولِ وَهَذَا الْقَدْرُ يَكْفِي لِبِنَاءِ الْمَطْلُوبِ عَلَيْهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
 
الْحُجَّةُ الرَّابِعَةُ: مِنَ الْوُجُوهِ الْمُسْتَنْبَطَةِ مِنْ هَذِهِ الْآيَة فِي إِثْبَاتِ جَوَازِ الرُّؤْيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَهَذَا التَّجَلِّي هُوَ الرُّؤْيَةُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ وَجْهَانِ: الْأَوَّلُ: أَنَّ الْعِلْمَ بِالشَّيْءِ يُجَلِّي لِذَلِكَ الشَّيْءِ وَإِبْصَارَ الشَّيْءِ أَيْضًا يُجَلِّي لِذَلِكَ الشَّيْءِ. إِلَّا أَنَّ الْإِبْصَارَ فِي كَوْنِهِ مُجَلِّيًا أَكْمَلُ مِنَ الْعِلْمِ بِهِ وَحَمْلُ اللَّفْظِ عَلَى الْمَفْهُومِ الْأَكْمَلِ أَوْلَى. الثَّانِي: أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ ذِكْرِ هَذِهِ الْآيَةِ تَقْرِيرُ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُطِيقُ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى بِدَلِيلِ أَنَّ الْجَبَلَ مَعَ عَظَمَتِهِ لَمَّا رَأَى اللَّهَ تَعَالَى انْدَكَّ وَتَفَرَّقَتْ أَجْزَاؤُهُ وَلَوْلَا أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ التَّجَلِّي مَا ذَكَرْنَاهُ وَإِلَّا لَمْ يَحْصُلْ هَذَا الْمَقْصُودُ. فَثَبَتَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا هُوَ أَنَّ الْجَبَلَ لَمَّا رَأَى اللَّهَ تَعَالَى انْدَكَّتْ أَجْزَاؤُهُ وَمَتَى كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ثَبَتَ أَنَّهُ تَعَالَى جَائِزُ الرُّؤْيَةِ أَقْصَى مَا فِي الْبَابِ أَنْ يُقَالَ: الْجَبَلُ جَمَادٌ وَالْجَمَادُ يَمْتَنِعُ أَنْ يَرَى شَيْئًا إِلَّا أَنَّا نَقُولُ: لَا يَمْتَنِعُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ فِي ذَاتِ الْجَبَلِ الْحَيَاةَ وَالْعَقْلَ وَالْفَهْمَ ثُمَّ خَلَقَ فِيهِ رُؤْيَةً مُتَعَلِّقَةً بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ [سَبَأٍ: 10] وَكَوْنُهُ مُخَاطَبًا بِهَذَا الْخِطَابِ مَشْرُوطٌ بِحُصُولِ الْحَيَاةِ وَالْعَقْلِ فِيهِ فَكَذَا هاهنا فَثَبَتَ بِهَذِهِ الْوُجُوهِ الْأَرْبَعَةِ دَلَالَةُ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى جَائِزُ الرُّؤْيَةِ.أَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ فَقَالُوا: إِنَّهُ ثَبَتَ بِالدَّلَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ وَالسَّمْعِيَّةِ أَنَّهُ تَعَالَى تَمْتَنِعُ رُؤْيَتُهُ فَوَجَبَ صَرْفُ هَذِهِ الظَّوَاهِرِ إِلَى التَّأْوِيلَاتِ. أَمَّا دَلَائِلُهُمُ الْعَقْلِيَّةُ فَقَدْ بَيَّنَّا فِي الْكُتُبِ الْعَقْلِيَّةِ ضَعْفَهَا وَسُقُوطَهَا."ولاحظ أيضاً أن الرازي يؤكد على جواز رؤية الله.
 
البيهقي– الاعتقاد: "قول موسى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} ولا يجوز أن يكون نبي من الأنبياء، قد ألبسه الله جلباب النبيين، وعصمه مما عصم منه المرسلين يسأل ربّه ما يستحيل عليه، وإذا لم يجز ذلك على موسى عليه السلام، فقد علمنا أنه لم يسأل ربه مستحيلاً، وإن الرؤية جائزة على ربنا عز وجل."
 
شرح النووى على صحيح مسلم: "إعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا أيضا ًعلى وقوعها في
الآخرة. "
 
الدر المنثور: "وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس {فلما تجلى ربه للجبل} قال: ما تجلى إلا قدر الخنصر {جعله دكاً} قال: تراباً {وخرّ موسى صعقاً} قال: مغشياً عليه.
...عن أنس بن مالك. أن...قال «لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل..
 
وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس. أن رسول الله...قال «لما تجلى الله لموسى تطايرت سبعة جبال.. وأخرج ابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس. أن موسى لما كلمه ربه أحب أن ينظر إليه، فسأله فقال {لن تراني ولكن انظر إلى الجبل.. ثم تجلى ربك للجبل تجلى منه مثل الخنصر، فجعل الجبل دكاً وخر موسى صعقاً، فلم يزل صعقاً ما شاء الله. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {فلما تجلى ربه للجبل} قال : كشف بعض الحجب."
 
القرطبي:وَتَجَلَّى مَعْنَاهُ ظَهَرَ،مِنْ قَوْلِكَ:جَلَوْتُ الْعَرُوسَ أَيْ أَبْرَزْتُهَا.وَجَلَوْتُ السَّيْفَ أَبْرَزْتُهُ مِنَ 
الصَّدَأِ، جِلَاءً فِيهِمَا.وَتَجَلَّى الشَّيْءُ انْكَشَفَ.وَقِيلَ: تَجَلَّى أَمْرُهُ وَقُدْرَتُهُ."
 
الوسيط للواحدى أي:ظهر وبان للجبل.والسمعانى:أَن ظهر للجبل: قيل: إِنَّه جعل للجبل بصرا وَخلق فِيهِ حَيَاة، ثمَّ تجلى لَهُ فتذكرك على نَفسه.
 
والبيضاوي:وقيل أعطى له حياة ورؤية حتى رآه.وابن عطية:وقالت فرقة:المعنى فلما تجلى الله للجبل بقدرته وسلطانه اندك الجبل.قال القاضي أبو محمد:وهذا التأويل يتمسك به المعتزلة تمسكا شديدا لقولهم إن رؤية الله عز وجل غير جائزة، وقائله من أهل السنة إنما يقوله مع اعتقاده جواز الرؤية ولكنه يقول إنه أليق بألفاظ الآية من أن تحمل الآية أن الجبل خلق له إدراك وحياة،وقال الزّجاج:من قال إن التقدير فلما تجلى أمر ربه فقد أخطأ ولا يعرف أهل اللغة ذلك،ورد أبو علي في الإغفال عليه.
 
زاد المسير فى علم التفسير: هذا جواب لقول موسى: «أرني» ، ولم يُرد: أرني في الآخرة، وإنما أراد في الدنيا، فأُجيب عما سأل. وقال بعضهم: لن تراني بسؤالك. وفي هذه الآية دلالة على جواز الرؤية، لأن موسى مع علمه بالله تعالى، سألها، ولو كانت مما يستحيل لما جاز لموسى أن يسألها، ولا يجوز أن يجهل موسى مثل ذلك، لأنّ معرفة الأنبياء لله ليس فيها نقص، ولأن الله تعالى لم ينكر عليه المسألة وإنما منعه من الرؤية، ولو استحالت عليه لقال: «لا أُرى» ألا ترى أن نوحا لما قال: إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي أنكر عليه بقوله: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ، ومما يدل على جواز الرؤية أنه علَّقها باستقرار الجبل، وذلك جائز غير مستحيل، فدل على أنها جائزة، ألا ترى أن دخول الكفار الجنة لما استحال علَّقه بمستحيل فقال: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ.
 
الطبري:عن ابن عباس في قول الله: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا)، قال: ما تجلى منه إلا قدر الخنصر= (جعله دكًّا، قال: ترابًا = (وخر موسى صعقًا)، قال: مغشيًّا عليه
 
البخاري – كتاب التوحيد – باب  قول الرجل للرجل اخسأ: "قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ..ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "خَسَأْتُ الكَلْبَ: بَعَّدْتُهُ {خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] : مُبْعَدِينَ."
 
مسلم -  كتاب الفتن واشراط الساعة – باب ذكر ابن صياد:..قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ...ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: "إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ:تَعَلَّمُوا أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ" قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ..أَنَّ رَسُولَ اللهِ..قَالَ يَوْمَ حَذَّرَ النَّاسَ الدَّجَّالَ: «إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ، أَوْ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ»، وَقَالَ: «تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ.»  معروف أن الأعور هو من له جسد وفقد عين من عينيه، ولكن الله ليس بأعور، فهذا يدل على أن الله يمكن أن يتخذ جسدا ً لكنه ليس بأعور. 
 
البخاري – كتاب التوحيد – باب قوله وجوه يومئذ ناضرة: "فَيَأْتِيهِمُ الجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَلاَ يُكَلِّمُهُ إِلَّا الأَنْبِيَاءُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟ فَيَقُولُونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ" ما هي الصورة التي رأوه فيها أول مرة؟ معنى أن هناك صورة رأى فيها البشر الله أمامهم في صورة غير التى رأوه فيها..هذا يعنى أنهم رأوا الله سابقًا فى صورة ما، وهذا يؤكد جواز رؤية البشر لله، وكيف يرى البشر الله إلا إذا كان ظاهرًا فى صورة إنسان؟ 
 
صحيح مسلم –كتاب الإيمان – باب معرفة طريق الرؤية: فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ لَا نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكَادُ أَنْ يَنْقَلِبَ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بِهَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلَّا أَذِنَ اللهُ لَهُ بِالسُّجُودِ، وَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ اتِّقَاءً وَرِيَاءً إِلَّا جَعَلَ اللهُ [ص:169] ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَقَالَ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا.
 
فقد غير صورته التي لا يعرفونها إلى الصورة التي يعرفونها، فهذا تغير صورة وليس تغير صفة، حيث فسر البعض الصورة على أنها صفة، ولكن كيف تتغير الصفة إلى صفة أخرى فيعرفها الناس؟ ؟
 
    البخاري – كتاب تفسير القران – باب يوم يكشف عن ساق: حَدَّثَنَا آدَمُ...عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ...يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا».
سورة طه 10–12 "إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" (12).
 
تفسير الالوسى: "وقال سعيد بن جبير. هي النار بعينها وهي إحدى حجب الله عز وجل واستدل له بما روى عن أبي موسى الأشعري عن النبي...قال: "حجابه النار لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".. وقال بعضهم: لا حاجة بنا إلى أن نعرف ذلك الخارق ما هو، وأخرج أحمد. وغيره عن وهب أنه عليه السلام لما اشتد عليه الهول نودي من الشجرة فقيل: يا موسى فأجاب سريعاً وما يدري من دعاه وما كان سرعة إجابته إلا استئناساً بالإنس فقال: لبيك مراراً إني لأسمع صوتك وأحس حسك ولا أرى مكانك فأين أنت: قال: أنا فوقك ومعك وأمامك وخلفك وأقرب إليك من نفسك."
 
أي أن الله يمكنه أن يظهر للإنسان فى صورة مرئية منظورة يُرى بالعين.
إذا نقل المفسرون عن أعمدة فى التاريخ الإسلامي، وقالوا الذي كان بالنار هو الله ذاته، فلماذا يكون الله فى النار؟ أليس وجود الله فى شئ مرئي هو ظهور وتجسد؟ والسؤال الهام جدًا، كيف كان الله فى النار وفى ذات الوقت هو فى السماء والأرض ويملأ كل الكون؟ فإذا كان الله فى النار فهو كان فى النار فقط أم فى النار وفى أي مكان وكل مكان آخر فى الكون؟ لو الله فى النار فقط فمن كان يحكم الكون؟ وإذا كان فى النار وفى كل مكان فى الكون كيف يكون هذا؟ ولماذا تمنعون عن الله أن يتجسد فى المسيح فيكون فى جسد إنسان، وفى نفس الوقت فى كل مكان؟ وهو إنسان يحكم الله العالم لإنه لا يُحد، لذلك لما تجسد الله فى المسيح، كان المسيح خالق ومعصوم وغيرها من الصفات والأعمال الإلهية، وكان الله  موجوداً فى كل مكان ولا يخلو منه مكان، لأن تجسده لم يعيقه، أن يتواجد فى الأرض والسماء وكل مكان وأي مكان. 
 
جبريل فى صورة دحية الكلبي:
 
الزمخشرى – الأنعام "وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ" (8) " كان ينزل جبريل على رسول الله ...في أعلم الأحوال في صورة دحية"
 
المستدرك – كتاب اللباس - أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: ..عَنْ عَائِشَةَ..قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلًا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَلَى صُورَةِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ ..عَلَى دَابَّةٍ يُنَاجِي رَسُولَ اللَّهِ .. وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ قَدْ أَسْدَلَهَا عَلَيْهِ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ..قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ .. أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ."
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 7412 – صحيح: يوجد أيضاً فى - صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة - بَابُ مِنْ فَضَائِلِ أُمِّ سَلَمَة.
 
- المستدرك – كتاب المغازى والسرايا
- المستدرك – كتاب معرفة الصحابة – باب ذِكْرُ الصَّحَابِيَّاتِ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ 
 
فالملاك تجسد فى صورة إنسان ظهر بها لنبي الإسلام
 
الشيطان يأخذ صورة سليمان النبي 
 
الدر المنثور- سورة ص 34 "وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ"
 
أخرج الْفرْيَابِيّ والحكيم التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس...هُوَالشَّيْطَان الَّذِي كَانَ على كرسيه يقْضِي بَين النَّاس أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَكَانَ لِسُلَيْمَان..امْرَأَة يُقَال لَهَا جَرَادَة وَكَانَ بَين بعض أَهلهَا وَبَين قوم خُصُومَة فَقضى بَينهم بِالْحَقِّ إِلَّا أَنه ودَّ أَن الْحق كَانَ لأَهْلهَا فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ: أَنه سيصيبك بلَاء فَكَانَ لَا يدْرِي يَأْتِيهِ من السَّمَاء أم من الأَرْض. وَأخرج النَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم بِسَنَد قوي عَن ابْن عَبَّاس .. قَالَ:أَرَادَ سُلَيْمَان..أَن يدْخل الْخَلَاء فَأعْطى الجرادة خَاتمه وَكَانَت جَرَادَة امْرَأَته وَكَانَت أحب نِسَائِهِ إِلَيْهِ فجَاء الشَّيْطَان فِي صُورَة سُلَيْمَان فَقَالَ لَهَا: هَاتِي خَاتمِي فَأَعْطَتْهُ فَلَمَّا لبسه دَانَتْ لَهُ الْجِنّ والإِنس وَالشَّيَاطِين فَلَمَّا خرج سُلَيْمَان..من الْخَلَاء قَالَ لَهَا:هَاتِي خَاتمِي فَقَالَت: قد أَعْطيته سُلَيْمَان قَالَ:أَنا سُلَيْمَان قَالَت:كذبت لست سُلَيْمَان.فَجعل لَا يَأْتِي أحدا يَقُول أَنا سُلَيْمَان إِلَّا كذبه حَتَّى جعل الصّبيان يرمونه بِالْحِجَارَةِ فَلَمَّا رأى ذَلِك عرف أَنه من أَمر الله عز وَجل وَقَامَ الشَّيْطَان يحكم بَين النَّاس.
 
تفسير الطبري – ص 34: "يقول تعالى ذكره: ولقد ابتُلينا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا شيطانا متمثلا بإنسان"
 
الشيطان روح لكنه أخذ صورة النبي سليمان، فإذا كان الشيطان قادرًا على أخذ صورة إنسان، وليس أى إنسان بل نبي، فلماذا لا يأخذ الله صورة إنسان؟ وإذا أخذ جبريل صورة إنسان ليظهر لنبي الإسلام، فلماذا لا يظهر الله فى صورة مرئية للبشر؟  
 
فقد ظهر الله فى الجسد فى المسيح بصورة واضحة جدًا، عاش كإنسان كامل وإله كامل. هل تتعجب؟ هل يستطيع الله ذلك أم لا ؟ طبعاً يستطيع فهو القادر على كل شئ. هو خالق الإنسان فهل يصعب عليه أن يكون إنساناً؟ هل يوجد من يمنعه؟ هل بقولك تعالى الله عن ذلك هو فعلاً يتعالى؟ وهل حين يصير إنسانًا يتنجس؟ حاشا وكلا، هو قدوس عظيم محب، لذلك تواضع حبا ً لك، ولا مشكلة لديه سبحانه بتجسده، وهو القدوس العظيم فظهوره ليس شرًا. وإذا أعلن الله سبحانه أنه تجسد فى صورة إنسان، فمن أنت حتى تمنعه؟ والحقيقة أن رفض الكثيرين لتجسد الله، بحجة أن الله لا يليق به التجسد فى صورة إنسان. أن الكثير بإنكارهم أن الله ظهر فى صورة مرئية، ينزهون الله ليقولوا أنهم يحبونه ويرفعون شأنه، ولكن هل الله ينتظر منا نحن أن ننزهه، ولو لم نفعل هل يفقد الله مكانته وتنزهه؟ طبعًا لا، فالله سبحانه بنا أو بدوننا بما نقوله عنه أو بغير ما نقول منزه وعالي وعظيم، ولكنه حين يعلن هو بذاته أنه يظهر فمن منا يقول  لا؟ ؟!
 
 
الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.