تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 0.00 (0 أصوات)
ما معنى أبى أعظم مني؟
 
يستخدم الكثير هذا النص لنفى لاهوت المسيح فهل قصد المسيح له المجد فى أبى معظم منى أنه أقل من الاب أو انه مجرد إنسان فقط هذا ما يجيب عنه قداسة البابا شنودة الثالث:
 
يسئ الأريوسيون فهم الآية التي قال فيها سيدنا يسوع المسيح ( أبي أعظم مني )( يو 14 : 28 )) … كما لو أن الآب أعظم من الابن في الجوهر أو في الطبيعة !! فما تفسيرها الصحيح ؟ 
 
الرد
 
هذه الأية لا تدل علي أن الآب أعظم من الابن ، لأنهما واحد في الجوهر و الطبيعة و اللاهوت . وأحب أن أبين هنا خطورة استخدام الأية الواحدة . 
فالذي يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل ، يجب أن يفهمه ككل ، ولا يأخذ آية واحدة مستقلة عن باقي الكتب ، ليستنتج منها مفهوماً خاصاً يتعارض مع روح الإنجيل كله  ، و يتناقض  مع باقي الإنجيل . ويكفي هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح : 
( أنا والآب واحد ) ( يو 10 : 30 ) 
واحد في اللاهوت ، وفي الطبيعة ، وفي الجوهر . وهذا ما فهمه اليهود من قوله هذا ، لأنهم لما سمعوه ( امسكوا حجارة ليرجموه ) ( يو 10 : 31 ) . وقد كرر السيد المسيح نفس المعني مرتين في مناجاته مع الآب ، إذ قال له عن التلاميذ ( أيها الآب احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ، ليكونوا واحداً كما أننا واحد ) ( يو 17 : 11 ) . وكرر هذه العبارة أيضاً : ( ليكونوا واحداً ) ، كما أننا لاهوت واحد وطبيعة واحدة 
وما أكثر العبارات التي قالها عن وحدته مع الآب . 
مثل قوله ( من رآني فقد رأى الآب ) ( يو 14 : 9 ) . 
وقوله للآب ( كل ما هو لي ، فهو لك ،وكل ما هو لك ،  فهو لي ) ( يو 17 : 10 ) . وقوله عن هذا لتلاميذه ( كل ما للآب ، هو لي ) ( يو 16 : 15 ) . إذن فهو ليس أقل من الآب في شئ ، مادام كل ما للآب في شئ ، مادام كل ما للآب هو له … وأيضاً قوله  (إني أنا في الآب ، و الآب في ) ( يو 14 : 11 ) ( يو 10 : 37 ، 38 ) ، وقوله للآب ( أنت أيها الآب في ، وأنا فيك ) ( يو 17 : 21 ) … وماذا يعني أن الآب فيه ؟  يفسر قول هذا الكتاب عن المسيح إن ( فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً  ) ( كو 2 : 28 ، 9 ) . 
 
إذن ما معني عبارة ( أبي أعظم مني ) ؟ وفي أيه مناسبة قد قيلت  ؟ وما دلالة  ذلك ؟ 
قال ( أبي أعظم مني ) في حالة إخلائه لذاته . 
كما ورد في الكتاب ( لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله . لكنه أخلي ذاته ،، آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ..) ( في 2 : 6 ، 7 ) . أي أن كونه معادلاً  أو مساوياً للآب ، ، لم يكن أمراً يحسب خلسة ، أي يأخذ شيئاً ليس له . بل وهو مساو للآب ، أخلي ذاته من هذا المجد ، في تجسده ، حينما أخذ صورة العبد . وفي أتحاده  بالطبيعة البشرية ، صار في شبه الناس ...
فهو علي الأرض في صورة تبدو غير ممجده ، وغير عظمة الآب الممجد . علي الأرض تعرض لانتقادات الناس و شتائمهم و اتهاماتهم . ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه ( لو 9 : 58 ) . وقيل عنه سفر اشعياء إنه كان ( رجل أوجاع و مختبر الحزن ) ( محتقر ومخذول من الناس ) 
( لا صورة له ولا جمال ، ولا منظر فنشتهية ) ( اش 53 : 2 ، 3 ) . و قيل عنه  في آلامه إنه طُلم ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه ( أش 53 : 7 )  . هذه هي الحالة التي قال عنها ( أبي أعظم مني ) 
لأنه أخذ طبيعتنا التي يمكن أن تتعب و تتألم و تموت . 
و لكنه أخذها بارادته لأجل فدائنا ، أخذ هذه الطبيعة البشريه التي حجب فيها مجد لاهوته علي الناس ، لكي يتمكن من القيام بعمل الفداء ... علي أن احتجاب اللاهوت بالطبيعة البشرية ، كان عملاً مؤقتاً 
 
انتهي بصعوده إلي السماء و جلوسة عن يمين الأب ... و لذلك قبل أن يقول ( أبي أعظم مني أن يقول ( أبي أعظم مني ) قال مباشرة لتلاميذه : 
( لو كنتم تحبونني ، لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلي الآب ، لأن أبي أعظم مني ) ( يو 14 : 28 ) . 
أي أنكم حزاني  الآن لآني سأصلب وأموت . ولكنني بهذا الأسلوب  : من جهة سأفدى العالم وأخلصة . و من جهة  أخري ، ساترك  إخلائي لذاتي ، وأعود للمجد الذي أخليت منه نفسي . فلو كنتم  تفرحون إني ماض للآب ... لأن أبي أعظم مني 
أي لأن حاله أبي في مجده ، أعظم من حالتي في تجسدى . 
إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحاله  ما قبل التجسد . ولا علاقة لها مطلقاً بالجوهر و الطبيعة و اللاهوت ، والأمور التي قال لها عنها ( أنا والآب واحد ) ( يو 10 : 3 ) . فلو كنتم تحبونني ، لكنتم تفرحون أني راجع  إلي تلك العظمة و ذلك المجد الذي كان لي عند الآب قبل كون العالم ( يو 17 : 5 ) . لذلك قيل عنه في صعوده و جلوسة عن يمين  الآب إنه ( بعد ما صنع بنفسه تطهيراً عن خطايانا ، جلس في يمين العظمة  في الأعالي ) ( عب 1 : 3 ) . 
وقيل عن مجيئه الثاني أنه سيأتي بذلك المجد الذي كان له . 
قال إنه  ( سوف يأتي في مجد أبيه ، مع ملائكته . وحينئذ يجازي كل واحد بحسب عمله ) ( مت 16 : 27 ) . ومادام سيأتي في مجد أبيه ، أذن ليس هو أقل من الآب ... وقال أيضاً إنه سياتي ( بمجده ومجد الآب ) ( لو 9 : 26 ) . 
ويمكن أن تؤؤخذ عبارة ( أبي أعظم مني ) عن مجرد كرامة  الأبوة . 
مع كونهما طبيعة واحدة ولاهوت واحد . فأي ابن يمكن أن يعطي كرامة لأبية ويقول ( أبي أعظم من نفس طبيعة أبيه وجوهره . نفس الطبيعة البشرية ، وربما  نفس الشكل ، ونفس فصيلة الدم  .. نفس الشكل ، و نفس فصيله الدم .. نفس الطبيعة البشرية ، ونفس الجنس و اللون . ومع أنه مساو لأبية  في الطبيعة  ، إلا أنه يقول إكراماً للأبوة أبي مني . 
أي أعظم من جهة الأبوة ، وليس من جهة الطبيعة أو الجوهر . 
أنا - في النبوة - في حالة من يطيع . وهو - في الأبوة في حالة من يشاء . وفي بنوتي اطعت حتي الموت موت الصليب ( في 2 : 8 ) 
الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.