تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 0.00 (0 أصوات)
هل لقب ابن الانسان ضد لاهوت المسيح ؟
لقب ابن الانسان هل يدل على أن المسيح انسان فقط ؟ ندخل إلى عمق الشبهة والرد بقلم قداسة البابا شنودة:
لماذا كان السيد المسيح يلقب نفسه بأبن الإنسان ؟ هل في هذا عدم إعتراف منه بلا هوته؟ و لماذا لم يقل إنه ابن الله ؟
الرد
السيد المسيح إستخدم لقب ابن الإنسان . و لكن كان يقول أيضاً إنه ابن الله ...
قال هذا عن نفسه في حديثه مع المولود أعمي ، فاَمن به و سجد له ( يو 9 : 35 – 38 ) .و كان يلقب نفسه أحياناً [ الابن ] بأسلوب يدل علي لاهوته كقوله " لكي يكرم الجميع الإبن ، كما يكرمون الآب " ( يو 5 : 21 – 23 ) . و قوله أيضا " ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب . و لا من هو الآب إلا الابن ، و من أراد الابن أن يعلن له " ( لو 10 : 22 ) . و قوله ايضاً عن نفسه " إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار " ( يو 8 : 36 ) . 
و قد قبل المسيح أن يدعي ابن الله ، و جعل هذا أساساً للإيمان و طوب بطرس علي هذا الإعتراف . 
قبل هذا الإعتراف من نثنائيل ( يو 1 : 49 ) ، و من مرثا ( يو 11 : 27 ) ، و من الذين رأوه " ماشياً علي الماء " ( مت 14 : 33 ) . و طوب بطرس لما قال له " أنت هو المسيح ابن الله " . و قال " طوباك يا سمعان بن يونا . إن لحماً و دماً لم يعلن لك ، لكن أبي الذي في السموات " ( مت 16 : 16 ، 17 ) .
و في الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله .
إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح إبن الله " ( مر 1 : 1 ) . و كانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله " فلذلك القدوس المولود منك يدعي إبن الله " ( لو 1 : 35 ) . بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد ( مت 3 : 17 ) ، و علي جبل التجلي ( مر 9 : 7 ) ، (2 بط 1 : 17 ، 18 ) . و قول الآب في قصة الكرامين الأردياء " أرسل إبني الحبيب " ( لو 20 : 13 ) . و قوله أيضاً " من مصر دعوت إبني " ( مت 2 : 15 ) . و كانت هذه هي كرازة بولس الرسول ( أع 9 : 20 ) ، و يوحنا الرسول ( 1 يو 4: 15 ) ، و باقي الرسل .
إذن لم يقتصر الأمر علي لقب ابن الإنسان .
بل إنه دعي ابن الله ، و الابن ، و الابن الوحيد . و قد شرحنا هذا بالتفصيل في السؤال عن الفرق بين بنوتنا لله ،و بنوة المسيح لله . بقي أن نقول : 
استخدم المسيح لقب ابن الإنسان في مناسبات تدل علي لاهوته . 
1-فهو كابن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا .
و هذا واضح من حديثه مع الكتبة في قصة شفائه للمفلوج ، إذ قال لهم : و لكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً علي الأرض أن يغفر الخطايا ، حينئذ قال للمفلوج قم إحمل سريرك و إذهب إلي بيتك ( مت 9 : 2 – 6 ) .
2- وهو كابن الإنسان يوجد في السماء و الأرض معاً . 
 كما قال لنيقوديموس " ليس أحد صعد إلي السماء ، إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء " ( يو 3 : 13 ) . فقد أوضح أنه موجود في السماء ، نفس الوقت الذي يكلم فيه نيقوديموس علي الأرض . و هذا دليل علي لاهوته .
3- قال إن ابن الإنسان هو رب السبت . 
فلما لامه الفريسيون علي أن تلاميذه قطفوا السنابل في يوم السبت لما جاعوا ، قائلين له " هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبوت " شرح لهم الأمر و قال ط فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " ( مت 12 : 8 ) . و رب السبت هو الله .
4- قال إن الملائكة يصعدون و ينزلون علي ابن الإنسان .
لما تعجب نثنائيل من معرفة الرب للغيب في رؤيته تحت التينة و قال له " يا معلم أنت ابن الله " لم ينكر أنه ابن الله ن غنما قال له " سوف تري أعظم من هذا .. من الآن ترون السماء مفتوحة ، و ملائكة الله يصعدون و ينزلون علي ابن الإنسان " ( يو 1 : 48 – 51 ) . إذن تعبير ابن الإنسان هنا ، لا يعني مجرد بشر عادي ، بل له الكرامة الإلهية . 
5- و قال إن ابن الإنسان يجلس عن يمين القوة و يأتي علي سحاب السماء .
فلما حوكم و قال له رئيس الكهنة " استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله ؟ أجابه " أنت قلت . و أيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة و اَتياً علي سحاب السماء " ( مت 26 : 63 – 65 ) . و فهم رئيس الكهنة قوة الكلمة ، فمزق ثيابه ، و قال قد جدف . ما حاجتنا بع إلي شهود ! و نفس الشهادة تقريباً صدرت عن القديس اسطفانوس إذ قال في وقت استشهاده " ها أنا أنظر السماء مفتوحة ،و ابن الإنسان قائم عن يمين الله " ( اع 7 : 56 ) .
6- و قال إنه كابن الإنسان سيدين العالم .
و المعروف أن الله هو  " ديان الأرض كلها " ( تك 18 : 25 ) . و قد قال السيد المسيح عن مجيئه الثاني " إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه ، مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله " ( مت 16 : 27 ) . و نلاحظ هنا في قوله " مع ملائكته، نسب الملائكة إليه و هم ملائكة الله .
 ونلاحظ في عبارة ( مجد أبيه ) معني لاهوتياً هو :
7- قال إنه هو ابن الله له مجد أبيه ، فيما هو ابن الإنسان . 
ابن الإنسان يأتي في مجد أبيه ، اي في مجد الله أبيه . فهو إبن الإنسان ، و هو إبن الله في نفس الوقت . و له مجد أبيه ، نفس المجد .. ما أروع هذه العبارة تقال عنه كإبن  الإنسان إذن هذا اللقب ليس إقلالاً للاهوته ...
8- وقال إنه كابن الإنسان يدين العالم ، يخاطب بعبارة ( يا رب ) .
فقال : و متي جاء ابن الإنسان في مجده ، و جميع الملائكة القديسين معه ، فحينئذ يجلس علي كرسي مجده ، و يجتمع أمامه جميع الشعوب .. فيقيم الخراف عن يمينه ،و الجداء عن يساره . فيقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم ..فيجيبه الأبرار قائلين : يا رب متي رأيناك جائعاً فأطعمناك .."( مت 25 : 31 – 37 ) . عبارة ( يا رب ) تدل علي لاهوته . و عبارة ( أبي ) تدل علي أنه ابن الله فيما هو ابن الإنسان . فيقول " إسهروا لأنككم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم " ( مت 24 :42 ) . فمن هو ربنا هذا ؟ يقول " إسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم و لا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان " ( مت 25 : 13 ) . فيستخدم تعبير ( ربكم ) و ( ابن الإنسان ) بمعني واحد . 
9- كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته ،و المختارين مختاريه ، و الملكوت ملكوته .
قال عن علامات نهاية الأزمنة " حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء . و يبصرون ابن الإنسان اَتياً علي سحاب السماء بقوة و مجد كثير . فيرسل ملائكته ببوق عظم الصوت ، فيجمعون مختاريه .." ( مت 24 : 29 – 31 ) . و يقول أيضاً " هكذا يكون في إنقضاء هذا العالم : يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الإثم ، و يطرحونهم في أتون النار " ( مت 13 : 40 –41 ) . و واضح طبعاً إن الملائكة ملائكة الله ( يو 1 : 51 ) ،و الملكوت ملكوت الله ( مر 9 : 1 ) ، و المختارين هم مختارو الله .
10- ويقول عن الإيمان به كابن الإنسان ، نفس العبارات التي قالها عن الإيمان به كإبن الله الوحيد .
قال " و كما رفع موسي الحية في البرية ، ينبغي أن يرفع ابن الإنسان ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 14 – 16 ) . هل ابن الإنسان العادي ، يجب أن يؤمن الناس به ،لتكون لهم الحياة الأبدية . أم هنا ما يقال عن ابن الإنسان هو ما يقال عن ابن الله الوحيد .
11- نبوءة دانيال عنه كابن للإنسان تحمل معني لاهوته . 
إذ قال عنه " و كنت أري رؤيا الليل ، و إذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان . أتي وجاء إلي قديم الأيام فقربوه قدامه . فأعطي سلطاناً و مجداً و ملكوتاً . لتتعبد له كل الشعوب و الأمم و الألسنة . سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول . و ملكوته ما لن ينقرض " ( دا 7 : 13 ،14 ) . من هذا الذي تتعبد له كل الشعوب ، و الذي له سلطان أبدي و ملكوته أبدي ، سوي الله نفسه .. ؟!
12 – قال في سفر الرؤيا إنه الألف و الياء ، الأول و الآخر ...
قال يوحنا الرائي " و في وسط المنائر السبع شبه ابن الإنسان .. فوضع يده اليمني علي قائلاً لي : لا تخف أنا هو الأول و الآخر ، و الحي و كنت ميتاً . و ها أنا حي إلي أبد الآبدين  اَمين " ( رؤ 1 : 13 – 18) .و قال في اَخر الرؤيا " ها أنا اَتي سريعاً و أجرتي معي ، لأجازي كل واحد كما يكون عمله . أنا الألف و الياء . البداية و النهاية . الأول و الآخر " ( رؤ 22 : 12 ، 13 ) . و كل هذه من ألقاب الله نفسه ( أش 48 : 12 ، أش 44 : 6 ) . 
مادامت كل هذه الآيات تدل علي لاهوته .. إذن لماذا كان يدعو نفسه ابن الإنسان ، و يركز علي هذه الصفة ؟ 
دعا نفسه ابن الإنسان لأنه سينوب عن الإنسان في الفداء .
إنه لهذا الغرض قد جاء ، يخلص العالم بأن يحمل خطايا البشرية ، وقد أوضح غرضه هذا بقوله " لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك " ( مت 18 : 11 ) . حكم الموت صدر ضد الإنسان ، فيجب أن يموت الإنسان . و قد جاء المسيح ليموت بصفته ابناً للإنسان ، ابناً لهذا الإنسان بالذات المحكوم عليه بالموت . 
لهذا نسب نفسه إلي الإنسان عموماً ..
إنه ابن الإنسان ، أو ابن البشر .و بهذه الصفة ينبغي أن يتألم و يصلب و يموت ليفدينا . و لهذا قال " ابن انسان سوف يسلم لأيدي الناس ، فيقتلونه ، و في اليوم الثالث يقوم " ( مت 17 : 23 ، 24 ) ( مت 26 : 45 ) 
 و ايضاً " ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ،و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة ، و يقتل و بعد ثلاثة ايام يقوم " ( مر 8 : 31 )  
حقاً ، إن رسالته كابن الإنسان كانت هي هذه 
ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك ( مت 18 : 11 )

 

الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.