تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 4.00 (1 صوت)
كيف يموت المسيح علي الرغم من لاهوته ؟ هل الله يموت ؟ و هل موت المسيح كان ضعفاً ؟ و من كان يدير الكون أثناء موته ؟
 
بقلم البابا شنودة الثالث 
 
الرد
 
 
إن الله لا يموت . اللاهوت لا يموت .
 و لكن السيد المسيح ليس لاهوتاً فقط ، إنما هو متحد بالناسوت . لقد أخذ ناسوتاً من نفس طبيعتنا البشرية ، دعي بسببه " إبن الإنسان " . و ناسوته مكون من الجسد البشري متحداً بروح بشرية ، بطبيعة مثل طبيعتنا قابلة للموت . و لكنها متحدة بالطبيعة الإلهية بغير إنفصال ...
و عندما مات علي الصليب ، إنما مات بالجسد ، بالناسوت .
و موت المسيح لم يكن ضعفاً . و لم يكن ضد لاهوته .
لم يكن ضد لاهوته ، لأن اللاهوت حي بطبيعته لا يموت ، كما أنه شاء لناسوته أن يموت كمحرقة سرور ، و ايضاً لفداء العالم .
و لم يكن موته ضعفاً ، للأسباب الآتية :
1- لم يكن موته ضعفاً ، و إنما حباً و بذلاً . و كما يقول الكتاب " ليس حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " ( يو 15 : 13 ) .
2- السيد المسيح تقدم إلي الموت باختياره ، فهو الذي بذل ذاته لكي يفدي البشرية من حكم الموت . و ما أعظم قوله في الدلالة علي ذلك " أنا أضع ذاتي لآخذها ايضاً . ليس أحد يأخذها مني ، بل أضعها أنا من ذاتي . لي سلطان أن اضعها ، و لي سلطان أن آخذها ايضاً" ( يو 10 : 17 ، 18 ).
إن ضعف الإنسان العادي في موته ، يتركز في أمرين :
أ‌- أنه يموت علي الرغم منه ، و ليس له سلطان أن يهرب من الموت . أما المسيح فقد بذل ذاته ، دون أن يأخذها أحد منه .
ب‌- الإنسان العادي إذا مات ، ليس في إمكانه أن يقوم إلا إذا أقامه الله . أما المسيح فقام من ذاته . و قال عن روحه " ولي سلطان أن آخذها أيضاً " . و هذا كلام يقال من مركز القوة و ليس من مركز الضعف . 
و من دلائل قوة المسيح في موته :
3-أنه في صلبه و موته " إذا حجاب الهيكل قد انشق إلي إثنين من فوق إلي أسفل . و الأرض تزلزلت ، والصخور تشقق ، و القبور تفتحت ، و قام كثير من أجساد القديسين " حتى أن قائد المائة الذي كان يحرسه خاف – بسبب هذه المعجزة – هو و جنوده و قالوا :  حقاً كان هذا ابن الله ( مت 27 : 51 – 52 ) .
4-دليل آخر ، أنه في موته كان يعمل ، إذ فتح الفردوس و أدخل فيه آدم و باقي الأبرار و اللص .
5-من دلائل قوته في موته ، أنه بالموت داس الموت ( 2 تي 1 : 10 ) ( عب 2 : 14 ) . و اصبح الموت حالياً مجرد قنطرة ذهبية يصل بها الناس إلي الحياة الأفضل . فيقول بولس الرسول " أين شوكتك يا موت " ( 1 كو 15 : 55 ) . 
من كان يدير الكون إذن أثناء موته ؟
لاهوته كان يدير الكون . اللاهوت الذي لا يموت ، الذي لم يتأثر إطلاقاً بموت الجسد ... اللاهوت الموجود في كل مكان ، الذي هو أيضاً في السماء ( يو 3 : 13 ) .

 

الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.