تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
تذكرني

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التصويت 0.00 (0 أصوات)
هل نقض المسيح شريعة موسى وكون شريعة جديدة ؟؟
بقلم البابا شنودة
فى أكثر من مرة فى العظة على الجبل ، قال السيد المسيح  " سمعتم إنه قيل للقدماء أما أنا فأقول كم  " ( مت 5 ) 
فهل معنى هذا ، أنه نقض شريعة موسى ، وقدم شريعة جديدة ؟ كما يظهر من قوله مثلاً : سمعتم أنه قيل عين بعين ، وسن بسن  وأما أنا فأقول لكم 
من لطمك على خدك الأيمن ، فحول له الآخر أيضا "" ( مت 5 : 38 ، 39 ) والأمثلة كثيرة 
الرد
السيد المسيح لم ينقض شريعة موسى  ويكفى فى ذلك قوله : " لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء  ما جئت لأنقض بل لأكمل
فإنى الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض ، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " ( مت 5 : 17 ، 18 ) 
إذن لا نقول فقط ، إن شريعة العهد القديم لم تلغ ولم تنقض  بل أن حرفا واحدا منها لا يمكن أن يزول 
إذن ما معنى : قيل لكم عين بعين ، وسن بسن ؟ 
إن هذا كان شريعة للقضاء ، وليس لتعامل الأفراد  
بهذا يحكم القاضى حين يفصل فى الخصومات بين الناس  ولكن ليس للناس أن يتعاملوا هكذا بعضهم مع البعض الآخر 
ولكن إن فهم الناس خطأ أنه هكذا ينبغى أن يتعاملوا !! فإن السيد المسيح يصحح مفهومهم الخائ بقوله : من ضربك على خدك ، حول له الآخر أيضا  
و هكذا تابع الحديث معهم قائلاً :
 " سمعتم أنه قيل : تحب قريبك و تبغض عدوك . و أما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعينكم ، أحسنوا إلي مبغضيكم . و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يردونكم " ( مت 5 : 43 ، 44 ) .
هنا لم ينقض السيد المسيح الشريعة القديمة ، و إنما صحح مفهومهم عن معني القريب . إذ كانوا يظنون أن قريبهم هو اليهودي حسب الجنس . أما السيد المسيح فبين لهم أن قريبهم هو الإنسان عموماً ، ابن آدم و حواء .
فكل إنسان يجب أن يقابلوا إساءته بالإحسان . فالمفهوم الحقيقي للشريعة هو هذا . بل إن هذا يتفق مع الضمير البشري ، حتي من قبل شريعة موسي .. و هذا ما سار عليه الآباء و الأنبياء ، قبل الشريعة و بعدها  
 
مثال ذلك يوسف الصديق ، الذي تاَمر عليه أخوته و أرادوا أن يقتلوه ، ثم طرحوه في بئر ز و أخيراً بيع كعبد للإسماعيليين ،فباعوه إلي فوطيفار ( تك 37 ) . يوسف هذا أحسن إلي أخوته ، و أسكنهم في أرض جاسان ، و عالهم هم و أولادهم . و لم ينتقم منهم ، و لم يعاملهم عيناً بعين و لا سناً بسن . بل قال لهم : " لا تخافوا . أنتم قصدتم  لي شراً . أما الله فقصد به خيراً .. فالآن لا تخافوا . أنا أعولكم وأولادكم .. و يب قلوبهم " ( تك 50 : 19 - 21 ) .
أتري كان يوسف في مستوي أعلي من الشريعة ؟! حاشا .
و لكن اليهود ما كانوا يفهمون الشريعة . فصحح المسيح مفهومهم .
ووصل إلي محبة العدو ، و الإحسان إلي المبغضين و المسيئين من قبل أن ينادي المسيح بهذه الوصية ...
مثال اَخر مشابه هو موسي النبي : لما تزوج المرأة الكوشية ، تقولت عليه مريم مع هارون . فلما وبخهما الرب علي ذلك ، و ضرب مريم بالبرص ، حينئذ تشفع فيها موسي ، و صرخ إلي قائلاً : اللهم اشفها " ( عد 12 : 13 ) . لم يقل في قلبه إنها تستحق العقوبة لإساءتها إليه ، بل صلي من أجلها ( عد 12 : 13 ) . 
و هكذا نري أن موسي النبي الذي نقل إلي الشعب وصية الرب : عين بعين و سن بسن ، لم ينفذها في معاملاته الخاصة .
بل نفذ وصية المسيح قبل أن يقولها بأربعة عشر قرناً : صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم . إنه المفهوم الحقيقي لمشيئة الله .
نفس الوضع كان في تعامل داود النبي مع شاول الملك الذي أساء إليه ، و حاول قتله أكثر من مرة . و لكن لما وقع شاول في يده ، لم يعامله داود بالمثل . و لم بسمع لنصيحة عبيده بقتله . بل قال : حاشا لي أن أمد يدي إلي مسيح الرب . و وبخ رجاله و لم يدعهم يقومون علي شاول ( 1 صم 24 : 6 ، 7 ) . بل أن داود بكي علي شاول فيما بعد لما مات . 
 و رثاه بنشيد مؤثر ، و أحسن إلي أهل بيته ( 2 صم 1 ) ( 2 صم 9 : 1 ) . 
إذن شريعة الله هي هي ، لم تنقض و لم تلغ .
و الله   ليس عنده تغيير و لا ظل دوران " ( يع 1 : 17 ) .
إنما السيد المسيح قد صحح مفهموم الناس لشريعة موسي ، و وصل بهم إلي مستوي الكمال ، الذي يناسب عمل الروح القدس فيهم .
قال " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن . أما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلي إمراة ليشتهيها ، فقد زني بها في قلبه  ( مت 5 : 27 ، 28 ) . 
إنه لم ينقض الشريعة . فوصية  لا تزن " لا تزال باقية كما هي . و كل إنسان مطالب بحياة العفة و الطهارة . و لكن السيد المسيح وسع فهمهم للوصية . فليس الزنا فقط هو إكما الفعل بالجسد ، بل هناك نجاسة القلب أيضاً . و شهوة الزنا التي تبدأ في القلب ، و تظهر في حاسة النظر . و هكذا نهي السيد ىعن النظرة الشهوانية ، و اعتبرها زنا في القلب . و أمر بضبط حاسة البصر فلا تخطئ .
 و لعل هذا يذكرنا بما قاله أيوب الصديق ( في العهد القديم ) :
 " عهداً قطعت لعيني ، فكيف أتطلع في عذراء ؟‍‍ " ( أي  31 : 1 ) . 
بنفس السمو في الفهم ، قال سيدنا يسوع المسيح أيضاً :
" سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تقتل . و من قتل يكون مستوجب الحكم . و أما أنا فأقول لكم : إن كل من يغضب علي أخيه باطلاً ، يكون مستوجب الحكم .." ( مت 5 : 21 ، 22 ) . 
وصية " لا تقتل " لا تزال قائمة كما هى ، لم تلغ  ولكن السيد المسيح حرم الخطوة الأولى المؤدية إليها ، وهى الغضب الباطل فكل جريمة قتل تبدأ بالغضب ، كما أن كل خطية زنا ، تبدأ بشهوة فى القلب  والسيد المسيح فى عظته على الجبل ، منع الخطوة الأولى المؤدية إلى خطية  إذن لم تنقض ، بل بقيت كما هى  وإنما أكمل الرب فهم الناس لها فوسع مفهومها ، وسما بمعانيها  ومنع أسباب الخطية ، والخطوة الأولى المؤدية إليها  
 
بقيت نقة هامة تخص بالرمز ، و ما يرمز إليه .
و من أمثلة ذلك الذبائح الحيوانية ، و كانت ترمز إلي السيد المسيح .
خذوا الفصح مثالاً: و كيف كان المحتمي وراء الأبواب المرشوشة بالدم ، ينجو من سيف المهلك ، حسب قول الرب  و يكون لكم الدم علامة علي البيوت . فأري الدم و أعبر عنكم . فلا يكون عليكم ضربة للهلاك " ( خر 12 : 13 ) . و كان الفصح رمزاً للسيد المسيح ، فيقول القديس بولس الرسول " لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا " ( 1 كو 5 : 7 ) . 
صار المسيح هو الفصح ، و هو أيضاً ذبيحة المحرقة و ذبيحة الخططية و ذبيحة الإثم و ذبيحة السلامة . لم تلغ تلك الذبائح ، إنما كملت في المسيح .
و كذلك الأعياد و رموزها ، و باقي قواعد النجاسات و التطهير .
دم الذبائح كان رمزاً لدم السيد المسيح . و لا يزال المذبح موجوداً في العهد الجديد ، و لكن ليس لذبائح حيوانية ، و إنما لذبيحة المسيح و دمه الذي يطهر من كل خطية (  1 يو 1 : 7 ) .
و الكهنوت الهاروني في العهد القديم ، كان يرمز إلي كهنوت ملكي كما قيل في المزمور  " أنت هو الكاهن إلي الأبد علي قس ملكي صادق " ( مز 110 : 4 ) . و هكذا لم يلغ الكهنوت ، و لكنه "" قد تغير " ( عب 7 : 12 ) . 
بقيت الشريعة . و لكن لما أتي المزمور إليه ، حل محل الرمز .
 

 

الردود (0)
ليس هنالك ردود على هذا المقال بعد.
زائر
ردك
يمكن إدخال استبيان ليظهر في موضوعك.
Vote Options
Captcha
To protect the site from bots and unauthorized scripts, we require that you enter the captcha codes below before posting your question.